في رحلتنا عبر خرائط الثقافات العالمية, سنستعرض مجموعة متنوعة من الأفكار والتقاليد التي قد تبدو غريبة بالنسبة لنا ولكنها عميقة الجذور لدى المجتمعات التي تتبعها. تحت مظلة "الثقافة" - وهي مصطلح يشمل معرفتنا وعاداتنا وعقائدنا وأخلاقنا وفنونا - يمكن لكل بلد وشعب تقديم لمسة خاصة تعكس تاريخه وهويته.
- ثقافتان زكاميان: في اليابان، عندما تشعر بالتوعك مثل البرد أو الإنفلونزا، فإن ارتداء "كمام" أو قناع على وجهك ليس فقط للتخلص من الفيروس ولكنه أيضًا علامة لاحترام الآخرين وحرصك على صحتهم العامة وعلى أدبك الاجتماعي.
- عيد مساخر أوكراني: بينما يحتفل الغرب بحفلات كبيرة بمناسبة رأس السنة الميلادية، هناك طريقة أكثر خصوصية للاحتفال بين الأوكرانيين؛ فهي تُقيم حفلاً يعرف باسم "عيد المساخر". خلال هذا الحدث الفريد، يجتمع الرجال ويعرض البعض نفسه للصفعات المتبادلة! يبدو الأمر صادماً لكنه جزء أساسي من تراثهم.
- رموز التقدير الغذائي: في البرتغال، يعد التسبيح بالوسط الإبهام أثناء الأكل تقليد قديم يدل على مدى رضا الشخص وطعمه للأطعمة المقدمة. وفي النرويج، اعتادت مجموعات معينة من السكان البصق خلف صيادي الأسماك كمناجاة بأن تكون تجارتهم مزدهرة ومليئة بالنجاح والإنتاجية.
- معارك الطماطم الإسبانية: يبدو الأمر وكأن الحرب بدأت حين ينطلق مهرجان "توماتينا"! هنا يأتي الآلاف للإشتراك في ملعب كبير مليء بالطماطم الناضجة تمامًا مما يؤدي إلى حالة من التشويش المرئي والفوضى الشاملة لمدة الساعة التالية! إنه مجرد يوم ممتع يقوم به الشعب الاسباني لإظهار روح الدعابة والسعادة لديهم.
- تحايا حول العالم: تعتمد طرق التحية بشكل كبير على مكان وجودك جغرافيا وثقافياً أيضا. في الفلبين مثلا ، يعد رفع القدم نحو الأعلى أثناء التعامل كتحيات مهذبة وتعبيرا رسميًا للحصول علي الموافقة والاستقبال . بينما يستخدم شعب استرالي أصلي لسانهم كنظام خاص لهم للدلالة علي الترحاب والمودة تجاه المقابل ذاته ذاته !وفي مناطق أخرى بالعالم يتم استخدام اليد لتحميل رسالة رمزية للعرض والكرم كالقبائل الهندي الذين يحاولون التأكيد علي احترامهم واحتقارهم لأعدائهم بتقييد لحاهم !
- العلاقات الرومانسية : طقوس غريبة ومعبرة: ترتكز العديد من الممارسات المرتبطة بالأمرالحبيب أو العرس علي أساس اجتماعي –اقتصادي واجتماعي أيضاً .. فمثلاً طلبت قبائل فقيرة جدا بالمقاطعة الصينية مؤخرًا دفع تكلفة عروس جديدة مقابل ثمن رخيص وهو وزن معادل لكغرتانٍ من الذباب !! وقد يرجع ذلك إلي اعتبار البيئة أولويتها القصوية للنضالية والحفاظ عليها نظيفة وخالية من اثار الضررالبشر .ومن ناحية أخري فقد افترض المغول القدماء ان قوة الرجولة تتمثل تحديدًا في إيصال الألم البدني لجسد المرأة وقت ارتباطهن بامرؤ آخر ؛ حيث انه سيقاتلهم دفاع عنها ويتضح تفوقهم عليه بنفس المنوال بل وإظهار أنه سيد المنزل بلا نقاش لاحقا.. كذلك يوجد نوع مشابه لهذه الظاهرة داخل دول الشرق الاوسط ايضا والتي تؤكد فيها دورالرجل كمالك مطلق لقرار الادارة المنزلية ودوره الوظيفي بها بمجرد خطوة بسيطة تقوم باتخاذ القرار الانسحاب لنفسها منها بهذا المنوال !
٧ . الأعطاء والتوزيع نيابة عنه: إذا كنت تزور الجزيرة الصغيرة تسمى ميلاتريا فعليك الانتباه جيداً لما يتضمنه الحديث التقليدي بشأن تلقي الهدايا لأن لديها قواعد محكمة جدًا فيما يخالف ذلك ...حيث أنها تتطلب عدم مباشرة الاتصال بجسد المستقبل ابتداءً وليس نهائية التصرف إلا بعيدا جداعن مداه الطبيعي!! لذلك فهو يعطي مجال واسعا لرؤية بعض جوانب الكياسة والخفر والحدة الي جانب جانب الإنسانية الخالصة الخاصة بهم !
هذه الأمثلة ليست سوى قطرات قليلة ضمن بحر الثراث والثقافة البشرية الواسع والذي يكشف لنا حقائق عجيبة ومتنوعة تدعو للاستمتاع بكل الاختلافات الموجودة جمعيا رغم اختلافه مما يعود بالنفع الكبير علي فهم طبيعتنا المشتركة كأسرة واحدة لبني آدم جميعها .
