إنثروبولوجيا، والتي تعني "دراسة الإنسان"، هي علم يدرس التنوع البشري، بما في ذلك الجوانب البيولوجية والثقافية للأنواع الإنسانية وكيف تتطور وتتفاعل مع بيئاتها الطبيعية والبشرية. هذا العلم المتعدد الأوجه ليس مجرد دراسة تاريخية للأمم والأمم القديمة؛ بل هو أيضا تحليل حي للمجتمعات المعاصرة ومعرفة دورها داخل سياقات ثقافية واجتماعية عالمية واسعة النطاق.
يتبع علماء الأنثروبولوجيا منهجين رئيسيين هما: الأنثروبولوجيا الفيزيائية التي تتعمق في الأصل البيولوجي للسلوك البشري؛ والأنثروبولوجيا الثقافية التي تستكشف الفروق والتداخل بين الشعوب المختلفة فيما يتعلق بتقاليدهم وعاداتهم ولغاتهم وأنظمة معتقداتهم وغيرها.
الأنثروبولوجيا الثقافية خاصة تهتم بفهم كيف تشكل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والقوة السياسية بنيات المجتمع وتتأثر بها. تعتبر هذه الدراسات مهمة لفهم القضايا الحالية مثل الهجرة العالمية، العنصرية، والاستدامة البيئية. بالإضافة إلى ذلك، تساهم في تطوير فهم أكثر شمولاً لكيفية بناء الأفراد والمجموعات للهويات الثقافية الخاصة بهم ومدى ارتباط تلك الهويات بالعلاقات الدولية والعلاقات المحلية أيضًا.
من خلال التركيز على السياقات المشتركة والمعقدة للحياة اليومية، يكشف البحث الأنثروبولوجي عن الدروس حول المرونة البشرية والقابلية للتغير الاجتماعي. إنها دعوة مستمرة لإعادة النظر في افتراضاتنا التقليدية ونظرتنا للعالم بطريقة نقدية ومتعددة الزوايا. وبالتالي، فإن الانخراط في نقاش إنثروبولوجي يمكن أن يعزز قدرتنا على التعاطف والتسامح والفهم المتبادل بغض النظر عن اختلافاتنا الواسعة كأعراق بشرية متعددة ومختلفة غنية بالتجارب التاريخية والثقافية.