"قمع الإبداع: دور المناهج الدراسية"

تدور محادثة حيوية بين متحدثين بارزين - الطاهر العسيري وزينة بن محمد - حول تأثير المناهج الدراسية على تعزيز أو تقييد عمليات الإبداع والتفكير النقدي لدى

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
تدور محادثة حيوية بين متحدثين بارزين - الطاهر العسيري وزينة بن محمد - حول تأثير المناهج الدراسية على تعزيز أو تقييد عمليات الإبداع والتفكير النقدي لدى الطلاب. يركز هذان المتحدثان بشكل خاص على الزخم الكبير للمواد النظرية ضمن هذه المناهج والتي ربما تساهم في خلق بيئة غير محفزة للإبداع والاستقصاء الذاتي. يعرب العسيري عن قلقه بشأن الميل الحالي للمناهج للتعمق في المحتويات الأكاديمية بينما تتجاهل بناء القدرات الفكرية الحديثة مثل التفكير النقدي والإبداع. وفقا له، فإن هذا التوجه المقيد يمكن أن يعيق بشدة فرص الطلاب في حل المشكلات بكفاءة وإيجابية فريدة خاصة بهم. ويؤكد أيضا على ضرورة إعادة توجيه النظام التعليمي ليستند أكثر على التجارب العملياتية والبحثية لتعزيز الانتاجات العلمية والفنية الجوهرية. من جهتها، تناقش زينة بن محمد رؤيتها للأمر بتوسع أكبر. فهي تؤكد بداية توافقها المطلق مع رؤية زميلها فيما يتعلق بقصور الأساليب التدريسية التقليدية في تحقيق الغاية الرئيسية وهي تمكين الطلاب من تبني طريقة مستقلة في مواجهة تحديات الحياة الواقعية. لكنها تضيف جانب آخر مهم حين تسأل عن الأسباب الدافعة لهذه المدارس والمعاهد للتصرف بهذه الطريقة رغم إدراك العالم الحديث للحاجة الملحة لدعم الروح البحثية والإبتكارية لدى الناشئين. بالتالي تقوم بدعوة المجتمع التعليمي لمناقشة واستكشاف البدائل والحلول المنشودة لاستعادة تركيز التعليم نحو استثمار كامل لإمكانيات طلابه وقدراتهم الخلاقة. وفي ضوء تلك الحوارات، يبدو واضحا وجود اتفاق واسع بين الطرفين حول ضرورة مراجعة الرؤية العامة لنظمنا التعليمية حتى تكيف أكثر فأكثر مع متطلبات العصر الجديد الذي يجتاح عالم اليوم بموجة هائلة من الثورات المعرفية والثورات التكنولوجية. وبالتالي، فالعنوان المُختار هنا "قمع الإبداع: دور المناهج الدراسية"، ليس إلا انعكاس بسيط لحقيقة ملحة تحتاج لأدوات تغيير جذرية إن كانت ترغب بإعداد طلبتنا لمستقبل مشرق مليء بالإنجازات والموروثات الثقافية المفيدة.

عبدالناصر البصري

16577 مدونة المشاركات

التعليقات