تقع مدينة خريبكة، الواقعة وسط المغرب، كجوهرة نادرة تجمع بين ثراء تاريخي وحيوية صناعية. تعود جذور هذه المدينة إلى القدم، وتشتهر اليوم بصناعة الفوسفاط التي حولتها لأحد أهم مراكز الاقتصاد الوطني. سنستعرض هنا شواهد التاريخ وملامح الحاضر لهذه المدينة النابهة.
تاريخيًا، كانت خريبكة مركزًا هامًا منذ عصور ما قبل الإسلام، وظلت تحت حكم مختلف الدول مثل مملكة بني هلال والمرابطين والموحدين. إلا أنها اكتسبت شهرتها العالمية عندما خصصها السلطان مولاي يوسف لإدارة منطقة الفوسفاط عام 1917، مما جعل منها محرك رئيسي للاقتصاد المغربي.
اليوم، تعدّ خريبكة واحدة من المدن الرائدة في مجال الاستخراج والمعالجة للفوسفاط، وهو مورد طبيعي ضخم يوفر فرص عمل للآلاف من السكان المحليين. تشتهر "خريبكة" أيضًا بتنوع ثقافي غني يعكس تأثيرات الثقافات المختلفة عبر القرون. يمكن للمسافرين زيارة العديد من المعالم البارزة هنا، بما فيها مقبرة الأندلسيين القديمة والقصر القديم لبوحمارة، والتي تحمل شهادة على عمق تراث المنطقة.
بالإضافة لذلك، تتمتع المدينة بنظام حديث لرعاية الصحة العامة والتعليم العالي مع وجود جامعة محمد السادس متعددة التخصصات المعروفة بجودة برامجها الأكاديمية. كما تستضيف فعاليات فنية وثقافية متنوعة طوال العام لترويج الفنون والحرف اليدوية التقليدية، كالفخار والنسيج وغيرهما.
بشكل عام، تعكس مدينة خريبكة الجمع الفريد بين الإرث التاريخي الغني والصناعات الحديثة المتطورة؛ فهي رمز حقيقي للإبداع الإنساني والإرادة القوية للمغرب نحو مستقبل مزدهر ومتطور.