كتاب "ألف ليلة وليلة"، وهو متنٌ أدبي غني ومتعدد الأوجه، يعد واحداً من أهم الأعمال الأدبية العربية القديمة. رغم عدم توافر معلومات محددة بشأن المؤلف، فإن الرواية تحتوي على مجموعة واسعة من القصص التي تعكس تراثاً ثقافياً متنوعاً. يُمكن تصنيف محتوى الكتاب إلى عدة أقسام رئيسية بناءً على مصدر القصص.
القسم الأول يشمل الأقاصيص الهندية والفارسية، والتي تعتبر جزءاً أساسياً من الأصل الأول للكتاب. هذه القصص، والمعروفة أيضاً بالهزار أفسانة - أي 'ألف أسطورة' - هي قصص خيالية هدفها الرئيسي هو الترفيه والاستمتاع. تشمل بعض الأمثلة الشهيرة هنا مثل حكاية تاجر العفريت، وأردشير وحياة النفوس، والصياد والعفريت. هناك أيضًا حكايات مثل باسم وجوهرة السمندلية، وقمر الزمان وابن ملك شهر مان والقصة الملحمية لشهرزاد وكيف استخدمت فن السرد لإبقاء ملكها شاهريار مشغولاً بما يكفي ليتركها حية بعد الليالي التسعين الأولى من زواجهما.
القسم الثاني يتضمن القصة البغدادية، والتي تجمع بين الحكايا الشعبية العربية التقليدية وأعمال الأدباء المسلمين خلال العصر العباسي. هذا الجزء مليء بحكايات الحياة اليومية والأزمات الرومانسية في مدينة البصرة. بعض الأمثلة تشمل حكاية علي بن بكار وشمس النهار، بالإضافة إلى قصص أخرى تدور حول الحب والإخلاص.
أما القسم الثالث فهو القصة المصرية، التي بدأت بالانتشار في مصر منذ القرن الخامس هجري. وقد شملت القصص المصرية العديد من القصص الشامية بسبب العلاقات الثقافية الواسعة خلال فترة الحكم الفاطمي. تنقسم هذه المجموعة إلى جزئين: الأول يتميز بالأسلوب الراقي والثاني معروف بأسلوبه أكثر بساطة والذي غالبًا ما يستخدم اللغة العامية. القصص في هذا الجزء تغطي مجموعة واسعة من المواضيع بما فيها اللصوصية والسحر والتصوف وغيرها الكثير. مثال على ذلك هي قصة زينب النصابة وعلي الزيبق والدليلة الداهية.
أخيراً، القسم الرابع يعرف بالمجموعات الاخبارية، والتي تقدم نظرة تاريخية للأحداث الماضية والحالية ضمن الوطن العربي. تستعرض هذه القصص أيضاً عجائب العالم الطبيعي وسلوك البشر بالإضافة إلى أخبار ملوك العرب ومعاملاتهم.
كل هذه المكونات مجتمعة تجعل كتاب "ألف ليلة وليلة" ليس فقط مجموعة من الحكايات ولكنه مرآة لعصور عديدة وملونة للتاريخ الثقافي للحضارة الإسلامية المبكرة.
