- صاحب المنشور: عبلة بن عروس
ملخص النقاش:
### تأثير الذكاء الصناعي على سوق العمل: فرص أم تهديدات؟
مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بسرعة غير مسبوقة، يواجه العالم نقاشًا حادًا حول تأثيراتها المحتملة على سوق العمل. من ناحية، يُشاع بأن هذه التقنيات ستحل محل ملايين الوظائف البسيطة والمتكررة التي يمكن برمجتها لأتمتتها بشكل أكثر كفاءة وأقل تكلفة. ومن الجانب الآخر، هناك من يؤكد أنها ستخلق فرص عمل جديدة وتعزز الإنتاجية وتزيد القدرة التنافسية للاقتصاد العالمي. هذا المقال يستعرض الجوانب المختلفة لهذه القضية ويحللها بتعمق.
في حين أن بعض الدراسات تشير إلى احتمال فقدان نحو 800 مليون وظيفة بحلول عام 2030 بسبب الروبوتات والذكاء الاصطناعي، إلا أنه ينبغي النظر أيضًا إلى الصورة الكلية للأمور. فالتاريخ أثبت باستمرار قدرة البشرية على التكيف مع التكنولوجيات الجديدة وإنشاء نماذج أعمال مختلفة تتناسب مع الظروف المتغيرة. إن الاستثمار في التعليم والتدريب المهني أصبح الآن أمر حيوي أكثر من أي وقت مضى لضمان تحول العمالة وليس بطالةها.
بالإضافة لذلك، فإن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد خطر بل فرصة لتحويل أنواع الأعمال والمهام التي يقوم بها العاملين. بدلاً من التركيز فقط على الأنشطة اليدوية أو routinary، يمكن للذكاء الاصطناعي توسيع نطاق المهارات المطلوبة مثل التحليل الرقمي، البرمجة، التصميم الحسابي وغير ذلك الكثير مما يتطلب تفكيرًا إبداعيًا واستراتيجيًا عالي المستوى وهو ما يصعب استبداله بالآلات حالياً.
على سبيل المثال ، بينما قد تستطيع الآلات القيام بمهام بسيطة كالرد الأولي على رسائل العملاء عبر الإنترنت، فإن التعامل الفعال والصعب مع مشكلاتها الأساسية يحتاج لتدخل بشري ذكي قادر على فهم السياقات المعقدة والعاطفية. وبالتالي فإن دور الإنسان لن يتم إلغاؤه ولكنه سيصبح أكثر تعقيدا ومتخصصا ومربحاً ماليا أيضا.
وفي المقابل ، هناك مخاطر مرتبطة بهذا الانتقال المفاهيمي الكبير لسوق العمل . فعلى مستوى الدول النامية خصوصاً ، قد تكون عملية إعادة توجيه القدرات العملية متعثّرة نتيجة قصور البيئة التعليمية العامة وعدم توافر الدورات التدريبية الحديثة ذات التأثير الاقتصادي الواضح . بالتالي ، يجب وضع سياسات تدعم خلق الفرص للأفراد الذين يعانون بالفعل من محدودية الحصول على مؤهلات مهنية عالمية الشأن والتي تعتبر اليوم ضرورية للتأقلم بسلاسة مع مستقبل يشمل روبوتات تعمل بنظام AI.
ومن هنا يأتي الطابع المركزي للموازنة بين المدخول والخروج المرتبط بصناعة KI. فهو يدفع باتجاه تطوير قطاعات ناشئة مثل البحث العلمي والإحصائيات والأعمال التجارية الرقمية مقابل اختفاؤه لشركات تصنيع التقليدية كتلك الموجودة بكثافة بالمختبرات الصغيرة والشركات المنزلية المحلية المصغرة المنتشرة حاليا بالساحات العالمية. وهكذا تبدو موضة "الروبوتات" كموضوع غامض وليست كذلك حيث أنها تمثل مجموعة تحديات اقتصادية واجتماعية تتمثل بإبعاد جانبي الامتنان والقيمة الإنسانية عن مجالات محددة وقد تؤدي لتزايد عدم المساواة الاجتماعية إذا لم تتم مراقبة تلك الحقبة التاريخية بعناية شديدة واتخذ القرار المناسب بشأن مواجهة الأفكار المثالية لها واقتنائها مبكراً وجدا بغرض تحقيق العدالة المجردة للقوى العاملة بأسرها دون خسائر جماعية كبيرة لأصحاب رؤوس الأموال الوسطى والفقراء منهم خصيصاً والأجيال الأصغر عموما ممن هم خارج أماكن العمل التقليدي الحالي وما شابه ذلك حتى يتسنى لكل فرد حق الوصول لعالم جديد متنوع وفريد بكل جوانبه ويتمتع بمساحة أكبر للمشاركة فيه باعتباره جزء أصيل منه وأن ي