في عالم الطبيعة الخفية للنباتات، تحدث العديد من العمليات البيولوجية الهامة التي قد تبدو غير واضحة للعين البشرية. أحد هذه العروض هو "التنفس"، وهو عملية حيوية ضرورية لاستدامة حياة النبات. بينما تتميز النباتات بإنتاج الأكسجين أثناء اليوم عبر عملية التمثيل الضوئي، إلا أنه خلال ساعات الظلام - وهي الفترة المعروفة باسم "النهار الفجائي" - تعكس النبتات دورها وتعزز قدرتها على امتصاص الأكسجين وتصريف ثاني أكسيد الكربون.
هذه العملية مشابهة بشكل كبير لما يقوم به الإنسان والحيوانات؛ فهي الوسيلة التي يستخدمها الجسم لإعادة هيكلة المواد الغذائية المركبة إلى مواد أبسط وأسهل الاستخدام، وإنشاء الطاقة اللازمة لأداء الوظائف المختلفة. ومع ذلك، تحتدم المنافسة بين المصابيح الخضراء والأكسجين عندما تأتي المساء. تشير الدراسات إلى أن النباتات تُطلق حوالي عشر مرات المزيد من الأكسجين خلال النهار عما تتناوله ليلاً. هذا الفائض يسمح لها بتوفير احتياجاتها الخاصة بالأكسجين مع إنتاج الكثير منه للسوق العالمية.
الأكسجين ليس مجرد مساعد مؤقت للنبات، بل هو مكون أساسي لتصنيع السكريات والمعادن الثابتة مثل السليلوز والنظام الهيكلي الرئيسي للأشجار والشجيرات الصغيرة. أيضاً، تخزن بعض النباتات بعض السكريات الإضافية كنشويات، والتي تعمل كتدبير اقتصادي مستقبلي عند انقطاع إمدادات أشعة الشمس مباشرةً.
أما بالنسبة لمكان حدوث هذه العملية، فهو موجود في كل خلية نشطة في جسم النبتة، بما فيها تلك المتواجدة ضمن الأوراق والجذور العميقة. ولكن رغم أهميته الاستراتيجية، هناك تحدٍ طبيعي أمام جذور النبات خاصة إذا كانت مغموراً بمياه زائدة لفترة طويلة بسبب سوء التصريف مثلاً. لأن الجذور بحاجة للأكسجين لاتمام عملية التحلل للغلوكوز والحفاظ على سير العمل الداخلي بشكل منتظم. وعند غمرها بالمياه، ينقطع التعرض للهواء وبالتالي عدم القدرة على توليد ATP - مصدر الوقود الأساسي لكل خلايا أرضنا -. بالتالي، يؤدي نقص الأكسجة الزائد إلى موت جزء هام جداً من النظام الشجري الشامل للنمو.
ومن ناحية أخرى، تجدر الإشارة هنا أيضًا إلى وظيفة محورية أخرى متوازنة جنباً إلى جنب مع عملية التنفس، وهذه هي عملية البناء الضوئي. تعتبر هذه الآلية مصدرا دؤوباً للأكسجين إلى جانب كونها آلية لبناء هياكل جديدة باستخدام مجموعتين رئيسيتين هما الماء وثاني أكسيد الكربون المعاد تدويرهما باستمرار بواسطة النبات نفسه بالإضافة للمغذيات المعدنية المحيطة بهما. وبهذا القدر الكبير من الانتاج للأكسجين والعناصر المغذية الأخرى، تضمن نجاعة دورة الطاقة المعتمدة عليها حیاة کل کائناتrestrial(على اليابسة) بدءآ بمجموعة كبيرة ومتنوعة من الأنواع البرية وانتهاء بالإنسانية نفسها!