يشكل المسلمون جزءاً أساسياً من التاريخ العلمي للإنسانية، وقد تركوا بصمة واضحة في مجال الفيزياء خلال القرون الوسطى والعصور الحديثة المبكرة. هذه الرحلة تعود لأجيال متعاقبة من العلماء الذين لم يقتصروا فقط على فهم العالم الذي نعيش فيه بل وساهموا أيضاً بشكل كبير في توسيع نطاق المعرفة الإنسانية.
إحدى الشخصيات البارزة هي ابن سينا (أفيسينا)، الطبيب والفيلسوف المسلم الشهير. رغم شهرته كطبيب، إلا أنه قدم مساهمات كبيرة في الفيزياء بما فيها نظرياته حول الضوء والمرآة والكسر. كما كتب كتاب "القانون في الطب"، والذي ظل المرجع الرئيسي للطب الغربي لمدة خمس قرون.
أيضاً، كان الخوارزمي له تأثير مباشر في تطوير الرياضيات وبالتالي الفيزياء. اسم "الخوارزمي" مشتق من اسمه الحقيقي محمد بن موسى الخوارزمي، وهو مؤلف كتاب "الجبر والمقابلة". هذا الكتاب أسس علم الجبر وأصبح أحد الروافد الرئيسية للرياضيات الحديثة.
وفي القرن الثاني عشر الميلادي، برز أبو الريحان البيروني باكتشافاته الفلكية والفيزيائية المتقدمة آنذاذاك. درس حركة الأرض حول الشمس قبل أكثر من قرن ونصف من الوقت الذي أكدت فيه نظرية كوبيرنيكوس ذلك علناً. بالإضافة إلى ذلك، وضع قوانين مهمة تتعلق بالجداول الزمنية ومقاييس القياس الفلكي.
هذه مجرد أمثلة قليلة بين العديد من العلماء المسلمين الذين أثروا في مجالات مختلفة داخل الفيزياء وغيرها الكثير من المجالات العلمية الأخرى. إن إرث هؤلاء الرجال يبقى دليلاً دائماً على قدرة الإنسان العربي والإسلامي على تحقيق الإنجازات الرائدة عندما يتم تشجيع التفكير الحر والتطور المعرفي.
