ولد الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن خلدون، المعروف بابن خلدون، في مدينة تونس يوم ٢٦ مايو ١٣٣٢ ميلادية الموافق لـاول رمضان ٧۳۲ﻫ. نشأ وسط أسرة مرموقة كانت لها بصمتها الواضحة في مجالات السياسة والدين، مما شكل خلفيته الثقافية الغنية منذ طفولته المبكرة. كان لوالده دور كبير في تهيئة بيئة تعليمية خصبة، حيث تعلم القرآن الكريم وحفظ أجزاء منه بحلول سن مبكرة جدًا بالإضافة إلى دراسة الأدب.
لكن رحلة تثقيف ابن خلدون لم تتوقف عند هذا الحد؛ فهو قد التحق بمدرسة كبرى لتلقي علوم اللغة العربية والتاريخ وفرائض الإسلام وغيرها الكثير under رعاية الاسرة الثرية. هذه الرحلة المعرفية جعلته يتميز بفهمه العميق للأحداث المجتمعية والسلوك الإنساني بشكل غير اعتيادي لأقرانه آنذاك.
على الرغم من مواجهته العديد من العقبات والصراعات الشخصية أثناء عمله كمستشار ملكي وموظف رسمي، الا انه حافظ دوماً على شجاعته وصبره وثقته بالنفس حتى حينما تم الحكم عليه بالسجن ظل ثابتاً ومتماسكا. وقد اتسم دوره العام بأنه دائم البحث عن مكانة بارزة ومشهورة وذلك عبر مشاركاته الفكرية والممارسات الاجتماعية المختلفة بما فيها المغامرات السياسية المشوقة.
إنتاجات الدكتور ابن خلدون تعد لبنة اساسيه للتراث الإنساني جمعاء ، فلقد ترك لنا "مقدمه ابن خلدون"، وهي الكتاب الذي يعد أساس علم الاجتماع الحديث بالإضافة لإبداعات أخرى مثل كتابه الشهير "تاريخ ابن خلدون" والذي يعتبر موسوعة شاملة تحتوي وصف تفاصيل تاريخ الامازيع القديمة والحاضر ايضا. علاوة لما سبق فان كتب كتابة تعريفه وابن خلدونا نفسه ورحلة حياته إضافة الى اللب اللببيب المحصل اما اصول الدين كل هؤلاء تعتبر بعض من مجموع ما قدموه للعالم .توفي الفقيد العزيز سنة ١٤٠۶م بالقاهرة داخل المقبرة الخاصة بالأهل الصوفيين ولكن تحديد مكانه الدفن تبقى لغز من الغوامض رغم مرور القرون العديدة منذ تلك الفترة الزمنية. إن أعماله وخبراته تشكل علامة فارقة في مسار التفكير الإنساني والفكري المستمر عبر الزمن.
