كيف تتشكل النجوم: رحلة عبر الفضاء والمادة

تشكّل النجوم عمليات معقدة تحدث ضمن ظروف بيئية شديدة الخصوصية في الفضاء. تبدأ هذه العملية عندما تجتمع كميات هائلة من الغازات والأتربة في مناطق تسمى "ال

تشكّل النجوم عمليات معقدة تحدث ضمن ظروف بيئية شديدة الخصوصية في الفضاء. تبدأ هذه العملية عندما تجتمع كميات هائلة من الغازات والأتربة في مناطق تسمى "السحب الجزيئية". تأتي هذه المواد عادة من ذوبان نجوم قديمة وموتها، فتدور حول نفسها بسبب قوة جاذبية متزايدة.

مع ازدياد الضغط داخل السحابة، ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير. وفي القلب، يتجمع الغاز الساخن والمعروف باسم البلازما، والذي سيصبح نواة للنجم المستقبلي. وفقاً لنموذج ثلاثي الأبعاد حديث للتكوين النجمي، فإن السحب الأكثر كثافة والدوران بسرعة عالية ستفرق إلى عدة قطع صغيرة، وهو ما يفسر تركيز معظم النجوم في مجرتنا - درب التبانة - بتوأمة أو مجموعات صغيرة.

تجدر الإشارة هنا إلى أنه ليست كل مواد السحابة ستُدمج لتكوين نجم واحد؛ فقد تبقى بعض الأجزاء الأخرى كنظام شمسي صغير يشمل الكواكب والكواكب القزمة والمذنبات وغيرها.

يمكن تقسيم دورة حياة النجوم إلى ثلاثة أقسام رئيسية بناءً على كتلتها:

  1. النجوم ذات الكتلة المنخفضة: تستطيع هذه الأنواع ضغط الهيدروجين ولكن بمجرد استنفاد مخزون الهيدروجين الداخلي لها، تنكمش لتتحول لنجم أبيض بارد يسمى "القزم الأبيض".
  1. النجوم ذات الكتلة المتوسطة: بينما تستهلك هذه النجوم الوقود الخاص بها، تزيد في الحجم لتتحول لأقزام حمراء العملاقة. ومع مرور الوقت، سوف تطلق هذه النجوم محتوياتها الداخلية الخارجية لإنتاج سديم كوكبي قبل الوصول للمرحلة النهائية وأخيرة بأن تصير أيضًا قزمان بيضان.
  1. النجوم ذات الكتلة الأعلى بكثير: تتميز قدرتها على دفع اندماج عناصر نووية أكثر تعقيدا بحرق مختلف العناصر الثقيلة مثل السيليكون والحديد حتى يصل وزن مركزها الفلكي لحوالي ١٫٤٤ ضعف شمسنا؛ حينئذٍ يحدث انهيار كارثي معروف بانفجار سوبر نوفا وكائن خلفيه نهائي مجهول المعرفة حالياً!

بالانتقال لمكونات اللبنات الاساسية لكل نجم، فإنه يستند أساسًا لغالبية وزنه وهوائاته الغازات بنسبة تسعين بالمئة تقريبًا بالإضافة لباقي نسب الغبار بنسبة عشرة في المائة أخرى بما فيها نتاج تكاثف غربيل كهربي حرفيًا للحياة خارج الأرض كالصخور المعدنية والعناقيد الغازية المحمولة بطبقة رقيقة جدًا وغبار بين النجوم كذلك!. أما وسط مجرة درب التبانة فهو يحتوي علي نسبة ثمانية وستين بالمئة للهيدروجين وثمانية وعشرين بالمئة لهيليوم ويتبع ذلك باقي التركيبة الصغيرة نسبيا لعناصر أثقل منهما بلا شك .

هذه الرحلة الطويلة والسريعة للأحداث تخبرنا عن جمال وخفاء الطبيعة وكيفية ارتباط القوانين الفيزيائية بالقوة الدائمة للإبداع الخلاق الواحد بكل تفاصيل كوننا الرائع!


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer