الحرير هو أحد أكثر المواد الطبيعية روعةً وتميزاً، ويأتي أساساً من دودة الشَّرْقَةِ المعروفة باسم "دودة القز". تعتبر هذه الدودة مصدر إلهام للإنسانية منذ القدم لصناعة واحدة من أغلى الأقمشة والأكثر تألقًا. تتميز شرانق دودة القز بملمسها الناعم والبريقي والبروتينات الغنية والتي تُستخلص لتكوين خيط الحرير.
يتم إنتاج هذا النوع الفريد من الحرير عبر عملية معقدة تبدأ بتغذية يرقة الدودة بالقمح الأخضر لفترة محددة. ثم تدخل اليرقة مرحلة بناء الشرنقة حيث تفرز سائل بروتيني يجمد فور تعرضه للهواء ليصبح خيط رفيع ومتميز سيصبح فيما بعد قطعة قماش حريريّة. وعندما تكمل اليرقة مهمتها وتتحول إلى فراشة، يتم جمع تلك الشرانق واستخراج الحرير منه.
تعتبر الصين مهد أول حضارة حريرية عرفها التاريخ. فقد اكتسبت المرأة الأولى لهذه الثقافة القديم -زوجة الإمبراطور Huangdi كما تنقل الرواية التقليدية- مهارة تحويل حبيبات هذا العنكبوت العملاق الناعم إلى ثمار فاخرة تمتعت بها بلا شك الطبقات النخبوية المحلية والعالمية أيضًا. ولم يكن أمر تصنيعه سهلاً مطلقًا: لقد احتاج الأمر ذوقًا جماليًا ودقيقًا بالإضافة إلى المهارات اليدوية المتخصصة والحرفيين الذين يستحقون كل الاحترام بسبب تفانيهم في عملهم.
على مر القرون، انتشر استخدام الحرير خارج حدود الوطن الأم ليصل إلى أوروبا وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وغيرها العديد مناطق أخرى حول العالم. ولا تزال خصائص الحرير المدهشة ذات قيمة وفائدة كبيرة حتى يومنا الحالي. فهو ليس مجرد زينة للألبسة فقط بل له استخدامات متنوعة مثل تغليف الإلكترونيات الرقيقة والمواد الغذائية ومعالجة الجروح ومكونات إطار السيارة...الخ! إن عالم الحرير واسع وغني بالإبداع والتاريخ والثراء الفني والثراء العلمي كذلك!