بدأت مسيرة الحروب الشاملة منذ القرن العشرين، والتي تركت بصمة واضحة في مجريات التاريخ الحديث. سنستعرض هنا ثلاثة من أكثر الحروب تأثيرًا في العالم: الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الفيتنامية.
الحرب العالمية الأولى: 1914 - 1918
كانت الحرب العالمية الأولى أول نزاع كوني عظيم، وشهدت مشاركة القوى الأوروبية الرئيسية إلى جانب دول أخرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية واليابان. اندلعت الحرب نتيجة لسلسلة من الحوادث السياسية والعسكرية، خاصة بعد اغتيال أرشيدوق النمسا فرانز فرديناند في صيف العام ١٩١٤. انقسمت الدول المتقاتلة إلى تحالفين رئيسيين: القوى المركزية (المكونة من ألمانيا والنمسا وهنغاريا والإمبراطورية العثمانية) والقوى المتحالفة (التي تضمنت المملكة المتحدة وفرنسا وروسيا). خلفت الحرب ملايين الضحايا وساهمت في انهيار الإمبراطوريات القديمة واستقلال العديد من الشعوب الصغيرة سابقًا. كما شهد ذلك الوقت أيضًا بداية لثورات سياسية واجتماعية كبيرة أدت لاحقًا لنشوء الحرب العالمية الثانية.
الحرب العالمية الثانية: 1939 - 1945
هي واحدة من أكثر الحروب فتكا بتاريخ البشرية، إذ بلغ تقديرات الخسائر البشرية حوالي 70 - 85 مليون شخص، بما في ذلك مدنيين وجنود. بدأت هذه الكارثة بممارسات العدوان الألماني، بقيادة أدولف هتلر، تحت الرايخ الثالث. تشكلت محور قوات المحور لألمانيا وإيطاليا واليابان مقابل قوات الحلفاء المؤلفة أساسًا من فرنسا وبريطانيا والاتحاد السوفييتي والصين والولايات المتحدة الأمريكية. خلال فترة الست سنوات لهذه الحرب، تعرضت أوروبا لجرائم إبادة جماعية وحشية ودمار واسع النطاق ومواجهات بحرية وجوية هائلة وقصف نووي غير مسبوق عندما ألقت القوات الجوية الأمريكية قنابل ذرية على هيروشيما وناجازاكي اليابانية مما أدى لاستسلام اليابان ونهاية الحرب رسمياً. تلك الأحداث العنيفة حولت خريطة العالم السياسي بطرق عميقة وفعلت تغييراً جذرياً على النظام الدولي برمته.
الحرب الفيتنامية: 1955 - 1975
هذه الحرب الطويلة والمعقدة وقعت كنتاج لتدخل أمريكي مباشر لدعم الحكومة الفرنسية ضد الجيش الفيتنامي الشمالي المدعوم من الاتحاد السوفياتي والصين الشعبية آنذاك. رفضت الولايات المتحدة انسحاباتها وانتقلت بدلاً من ذلك لإرسال المزيد من القوات البرية والأسلحة الثقيلة مما زاد الطموحات الاستعمارية لها سعيًا للحفاظ على نفوذها الاقتصادي والعسكري الآسيوي الواسع الأفق آنذلك . حققت حركة الجبهة الوطنية لتحرير جنوب فيتنام نجاحات متزايدة عبر السنوات وعانت الوحدات العسكرية الأمريكية بخسائر ثقيلة بلغ مجموعها نحو 58,220 قتل والجرحى أثناء العمليات الفعلية هناك فقط حسب إحصائيات وزارة الدفاع الأميركية الرسمية . بعد مفاوضات طويلة ونكسات ميدانية حضارية أثبتتها صور مذابح مي لاي الشهيرة ، اتخذ قرار إنهاء الاحتلال الغاشم وانتهت بذلك الهيمنة الدولية اللاشرعية لصالح الدولة الموحدة الشيوعية الجديدة المعروفة اليوم باسم جمهورية فيتنام الاشتراكية ذات الحكم المركزي الواحد .
