اتفاقية مونتريال هي معاهدة دولية مهمة تم توقيعها في عام 1987 بهدف حماية طبقة الأوزون، وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض التي تعمل كدرع واقي ضد الأشعة فوق البنفسجية الضارة القادمة من الشمس. هذه الاتفاقية تعتبر واحدة من أكثر المعاهدات نجاحاً في تاريخ الأمم المتحدة.
تم تطوير الاتفاقية استجابةً للقلق المتزايد حول مستقبل طبقة الأوزون بعد اكتشاف الثقوب فيها والتي كانت مرتبطة بشكل رئيسي باستخدام مركبات فلوروكلوروكربونية (CFCs) المستخدمة في الرذاذ وكيمياء التبريد. وتضمن الاتفاقية تقليل استخدام هذه المواد واستبدالها بمواد بديلة صديقة للبيئة.
في السنوات الأولى بعد اعتماد الاتفاقية، شهد العالم تقدماً ملحوظاً في إعادة بناء طبقة الأوزون. وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي للمحيطات والملاحة البحريّة، فإن التأثيرات الإيجابية لاتفاقية مونتريال قد أدت إلى منع نحو 2 مليار حالة سرطان جلد وحالات أخرى صحية خطيرة سنوياً بحلول العام 2050.
ومن الجدير بالذكر أن اتفاقية مونتريال ليست فقط عن الحفاظ على الصحة البشرية، ولكن أيضا لها تأثير كبير على البيئة الطبيعية. فقد ساعدت في الحد من الآثار السلبية لهذه المواد الكيميائية على الحياة النباتية والحيوانية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات أمام تطبيق هذه المعاهدة حول العالم. بعض البلدان أقل قدرة على تنفيذ التدابير اللازمة بسبب نقص الموارد المالية والتكنولوجية. لكن جهود المجتمع العالمي المستمرة لإعادة بناء طبقة الأوزون تعد شهادة قوية على أهمية العمل المشترك لحماية بيئتنا العالمية.