يعد علم الجبر أحد أهم الفروع الرئيسية في الرياضيات والذي يتميز باستخدام الرموز لتمثيل القيم غير المعروفة والمعادلات الرياضية. بدأت نشأة هذا العلم منذ العصور القديمة، ولكنها تطورت بشكل كبير خلال القرن الخامس عشر مع إسهامات علماء مثل ابن سينا وابن الهيثم وديوفانتوس الإسكندري.

يجسد علم الجبر أساسيات حل المشكلات التي تتضمن المتغيرات والقيم الغير محددة مسبقا. فهو يقدم لنا الأدوات اللازمة لإجراء عمليات حسابية تتضمن الجمع والطرح والضرب والقسمة بالإضافة إلى التعامل مع الأعداد الصحيحة والنسبية والكسرية والجبرية وغير المنطقية. كما أنه يسمح بتحليل العلاقات بين هذه الكميات وإيجاد الحلول للمعادلات المختلفة، سواء كانت خطية أم تربيعية أم مكعبة وأكثر تعقيداً.

تتضمن بعض النقاط البارزة في تاريخ الجبر ما يلي:

1. قدم ديوفانتوس كتاب "Arithmetica" عام 250 ميلادي تقريبًا، وهو عمل أساسي وضع الأساس لعلم الجبر الحديث.

1. خلال فترة النهضة العربية والإسلامية، ساهم العديد من العلماء المسلمين، بما في ذلك الخوارزمي وابن سيناء والخوارزمي بن أحمد بن محمد بن عبد الله الحميري (أبو الحسن علي) في تطوير مفاهيم الجبر ونشر كتب حول الموضوع. وقد ترجمت أعمال هؤلاء العلماء لاحقًا إلى اللغة اللاتينية وكان لها تأثير كبير على تقدم أوروبا في مجال الرياضيات بعد القرون الوسطى.

1. شهد القرن السابع عشر قفزتين هامتين نحو تطوير نظرية الأرقام ونظرية الاحتمالات ضمن نطاق الجبر؛ وذلك بفضل مساهمات غوتفريد لايبنتز وجوزيف لويس لاغرانج ويوهان بيتر جوثارد كايزر وليونهارد أويلر وغيرهم الكثير ممن مهدوا الطريق لأبحاث متقدمة في مجالات الهندسة التحليلية وحساب التفاضل والتكامل واستخدام الدوال المثلثية.

1. وفي زمننا الحالي، أصبح الجبر حجر الزاوية في العديد من المجالات التطبيقية كالفيزياء والاقتصاد وعلم الفلك وهندسة الطيران والمزيد. فعلى سبيل المثال، يستخدم مهندسو البرمجيات طرقًا جبرية لحل مشاكل الروبوتات والحوسبة وبنية البيانات بينما يعمل عالم الفيزياء النظرية أيضًا بخطوط جبرية لفهم الكون ومكوناته الأساسية عبر قوانين الطبيعة العامة للقوانين الديناميكية للحركة والضوء وتفاعلات القوة الكهرو مغناطيسية وما فوقهما إلى المستويات المنظور إليها حديثاً خلال عصر النموذج الموحد للأبعاد الأربع فضائياً وزمانياً .

بات واضحاً كيف بات علم الجبر اليوم أداة أساسية لكل طالب رياضي وفني وفلكي واقتصادي وسائر المهتمين اهتمامًا تشغيليًّا بالعالم المحسوس منه والمستتر خلف ستائره المرئية والتي تكشف عنها التجارب العملية باستمرار تسارع توقعات اكتشافاتها الهائلة مستقبلا بإذن الرب جل وعلى!