يعد أسلوب القسم من الأساليب البلاغية البارزة في القرآن الكريم، حيث يظهر في العديد من السور القصيرة وفي بداية بعض السور الطويلة. هذا الأسلوب له أهمية كبيرة في البلاغة والتعليم، حيث يستخدم لتقديم الموضوعات القرآنية وتأكيدها.
في القرآن الكريم، يأتي أسلوب القسم بأشكال مختلفة، منها القسم الذي يتكون من آية أو آيتين، ويبدأ بواو القسم وينتهي بأداة توكيد مثل "إن" أو "قد". هذا النوع من القسم يظهر في سورة الليل، حيث يقول الله تعالى: "والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى" (الليل: 1-4).
كما نجد في القرآن الكريم قسمًا آخر يتضمن أكثر من آية، ويبدأ بواو القسم وينتهي بأداة توكيد. هذا النوع من القسم يظهر في سورة الفجر، حيث يقول الله تعالى: "والفجر، وليال عشر، والشفع والوتر، والليل إذا يسجر، إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد" (الفجر: 1-4).
بالإضافة إلى ذلك، نجد في القرآن الكريم قسمًا يبدأ بواو القسم وينتهي بفعل مضارع، مثل "والضحى، والليل إذا سج"، مما يعطي إحساسًا بالاستمرارية والتأكيد. هذا النوع من القسم يظهر في سورة الضحى، حيث يقول الله تعالى: "والضحى، والليل إذا سج، ما ودعك ربك وما قلى" (الضحى: 1-3).
هذه الأشكال المختلفة لأسلوب القسم في القرآن الكريم تظهر براعة بلاغية وتأكيدًا على أهمية الموضوعات التي تتبعها. كما أنها تعكس أسلوبًا تعليميًا فريدًا، حيث يستخدم الله تعالى هذا الأسلوب لتوجيه انتباه القارئ أو المستمع إلى موضوعات مهمة ولتأكيدها.
في الختام، يعد أسلوب القسم في القرآن الكريم أسلوبًا بلاغيًا وتعليميًا بارزًا، حيث يستخدم لتقديم الموضوعات القرآنية وتأكيدها بأشكال مختلفة. هذا الأسلوب يعكس براعة بلاغية وتأكيدًا على أهمية الموضوعات التي تتبعه، مما يجعله جزءًا لا يتجزأ من جماليات القرآن الكريم ورسالته التعليمية.