ملخص النقاش:
يتناول هذا النقاش مدى كفاية استخدام المنطق الصوري في فهم الظواهر البشرية والمعقدة، حيث يشير أحد المشاركين، حبيب الله بن ناصر، إلى أن المنطق الصوري رغم دوره الفعال في تطوير المهارات التحليلية والنقدية إلا أنه يفتقر إلى القدرة على احتواء التنوع الغني للخبرات الإنسانية. ويؤكد على أهمية إضافة السياق الشخصي والعاطفة والثقافة لتكوين صورة كاملة عن الواقع. كما يدافع الآخر، أيضاً حبيب الله بن ناصر، عن أهمية المنطق في تنظيف وتحقيق الوضوح العقلي رغم إدراكه لعجز المنطق الصوري الواضح أمام التعقيدات الحياتية. لذلك، توصّل الطرفان إلى اتفاق ضمني على حاجة توازن بين استعمال الأدوات المنطقية والاستناد إلى التجارب الحياتية الفعلية.
يشدد حبيب الله بن ناصر الأول على هشاشة الإعتقاد بأن الحقائق دائماً قابلة للإثبات المنطقي الخالص، مستنداً لهذا بالحاجة الملحة لإدراج جوانب أخرى كالخبرة الشخصية والحس السليم عندما نحاول تشكيل نظرتنا للعالم. يرى أن التركيز فقط على اليقين اللغوي قد يسهم في تخطئتنا بفهم العمق والدقة في التواصل الإنسانى. وهذا يعني أن المناظير التقليدية للعلم قد تستبعد سمات رئيسية للحياة البشرية إذا لم تتوسّع لاحتوائها. وبالتالي، المطالبة بإدماج هذه العوامل المختلفة في أي منظومة نظرية أو منهج بحثي.
بينما يؤكد حبيب الله بن ناصر الثانى على جانب آخر من الأمر وهو دور المنطق الأساسي في توجيه تفكيرنا وتقييم ادلتنا. وإن كانت الحياة بالفعل ذات طبيعة معقدة للغاية ولا توصف بمجموعة من المساواة الرياضية والبراهين؛ فلابد لنا من قبول قوة المنطق كإطار مرجعي يستخدم لدعم وأرشاد عملية تبادل الآراء والتوجهات المختلفة. وينوه بأنه بدون نوع من الانضباط المنطقي، فإن احتمال الارتباك والخلط المعلوماتي سيكون مستفحلا.
بشكل عام، يصل الطرفين لحالة توافق جزئي فيما يتعلق بأهمية تحقيق التوازن بين الرجوع للمصادر النظرية والأدوات العلمية المقننة واستيعاب الوقائع اليومية والحواس الداخلية أثناء بناء وجهة النظر الشاملة حول العالم. وبذلك فإن الحل الأمثل يكمن فى اتباع النهج المتكامل والذي يأخذ بعين الاعتبار قدرة المنطق على النظام والتنظيم بالإضافة لما تضفيه التجارب العملية من عمق وحساسية فريدة للجوانب الأخلاقية والقيمة الروحية المرتبطة بالقضايا المعنية.