تسعى مساعي الإنسان منذ القدم لفهم غرض وجوده والعلاقة بينه وبين الخالق. هذا البحث قد أدى إلى ظهور العديد من الديانات، ولكل منها معتقداتها وتقاليدها الخاصة. سنستعرض هنا أكبر ثلاثة ديانات من حيث الانتشار العالمي حسب الاحصاءات الأخيرة.
المسيحية - ثلث سكان العالم وثبة عاطفية نحو المغفرة
تمثل المسيحية النقطة الأولى في قائمة الديانات الأكثر انتشاراً عالمياً. بحسب آخر الدراسات، هناك تقريباً ٢٫٣ مليار مسيحي موزعون عبر القارات الخمس. نشأت جذور العقيدة المسيحية الغنية بالتاريخ والتراث الروحي في منطقة الشرق الأوسط قبل أكثر من ألفين عامٍ مضت. تعتمد عقائدها بشكل أساسي على شخصية يسوع المسيح وعلمانيته التي ترك أثراً عميقاً حتى يومنا هذا. تؤمن الطوائف المسيحية المختلفة بتعدد أشكال الوحدانية، سواء كانت ذلك ثلاثية (الله الآب والإبن والروح القدس) أو اثنين (الألوهة والإنسانية).
الإسلام - رحلة تكامل روحي مع القرآن والخالق الواحد
وفي المرتبة الثانية يأتي الدين الإسلامي. بإحصائية قدرتها بـ ١٫٨ مليار فرد، يعد الإسلام ثاني أكبر ديانة في العالم وواحدةٌ من أبرز المنافسين للمسيحية في تعداد المؤمنين. بدأ ظهوره لأول مرة في شبه الجزيرة العربية خلال القرن السابع ميلادياً وتميز بسرية رسالة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وزواج الرسالة بالسنة المطهرة لتتشكل منظومة الشريعة المستمرة حتي الآن والتي تشمل الأحكام الشرعية والمعارف العلمية والبشرية مما جعله الدين السريع للزيادة والنماء بصورة كبيرة جداً خاصة فيما يتعلق بالأجيال الناشئة والمجتمعات الجديدة المتقبلة للإسلام كدين شامل لكل جوانب الحياة الإنسانية . يوجد داخل المجتمع الاسلامي عدة فرعين أساسيين هما الفرقة السنّية والشيعية ، بجانب أخرى أصغر حجماً مثل الإباضية والأحمدية وما إلي غير ذالك الكثير من المذاهب الصغيرة المنتشرة حول دول العالم الإسلامي بمختلف مناطق نفوذ تلك البلدان ذات التأثير الكبير علي مجريات الحركة العالمية والثقافية والدينية عموماً .
الهندوسية – تراث ديني متجدد متعدّد الآلهة ومتنوع الثقافات
على الرغم من قدم تاريخها، تحتفظ الهندوسية بثقل كبير ضمن ترتيب أغزر المدُنيات شهرة وفروعاً حول العام يحتفل بها ويعايشها الناس بكافة طبقاتهم الاجتماعية والفكرية المنوعة بعض الشيء عنها نسبياً لكنها تبقى مرجع ركين لمئات ملايين أفراد تربطهم روابط الدم والقومية واللغة العامة واحدة رغم تعدد مذاهبهم وطرق عبادة آلهتهم المحلية والتي بلغت عددهم اربعه عشر رمز هندي سماوي يحكم حياتهم وفق نظام خاص يدعى 'الدharma' مبني علي الاعتقاد بضرورة القيام بخدمة الآخرين والكرامة الذاتية لتحقيق السلام الداخلي والسعادة الشخصية وذلك تحت مظلة عبارة جامعة مفادها : 'الحقيقة واحدة ولكن طرق التعرف عليها عديدة'.
هذه فقط البداية لسلسلة طويلة للغاية تعكس مدى اشتراك الإنسان القديم بالحاضر وديه تصوراته لما بعد الموت وكيف يمكن للعلاقات الانسانيه بناء ايمان قوي بالعزيمة والاستمرارية املا الحصول علي حلول دائمه للسؤال الاساسى للحياة وهو ماهيتها ؟ وهل لدينا خيار فعليا تجاه مصير مجهول؟ أم أن كل شيئ مكتوب اصلا !؟؟