تعد دراسة كيفية سلوك المواد عند تعرضها لقوى خارجية، مثل الضغط والشد والتمدد، جانبًا حاسمًا في العديد من المجالات العلمية والصناعية. ضمن هذه الدراسات يأتي مفهومان رئيسيان: اللزوجة والتوتر السطحي. وكلاهما يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسلوك سوائل وسوائل محصورية ولكن بطرق مختلفة تماما.
اللزوجة هي خاصية مرتبطة بمقاومة تدفق السائل عندما يتم تطبيق قوة عليه. كلما زادت لزوجة السائل، كان أكثر مقاومة للتغير في شكله أو وضعه تحت تأثير القوة الخارجية. هذا يمكن تحديده عبر قياس معدل تغيرات السرعة بالنسبة لمقدار القوة المنطبقة. تعتبر الزيتات مثال جيد للسوائل ذات الخصائص اللويحية العالية. بينما الماء يعد مثال على السوائل ذات خصائص لويحة أقل بكثير.
من ناحية أخرى، يشير التوتر السطحي إلى الطاقة التي تعمل ضد الانخفاض الحراري لسطح السائل. وهو نتيجة للقوى الجزيئية الداخلية داخل السائل والتي تتسبب في جذب الجزيئات بعضها البعض نحو الداخل بدلاً من الخارج مما يؤدي إلى خلق سطح مشدود ومتماسك كهيكل "جدار". هذا واضح بشكل خاص في ظاهرة مثل كيفية احتفاظ قطرة ماء شكلها الكروي حتى وإن كانت غير مغلقة في وعاء. لذلك فإن خواص كيميائية مثل القطبية تلعب دوراً هاماً أيضاً في مستويات توتر السطح حيث أنها تساهم في تقوية الروابط الجزيئية وبالتالي زيادة قوة التوتر السطحية.
في حين أنهما متشابهتان في كونهما تعبيرا عن قدرة مواد مختلفة على التحمل أمام التأثيرات الخارجية، إلا أن هناك فرق أساسي آخر وهو الوقت المتعلق بكلتا الخاصيتين. فاللزوجة غالبًا ما تكون مرتبطة بالوقت لأنها تمثل كيف يستجيب سائل لتغيرات سرعته بمرور الزمن. أما التوتر السطحي فهو ثابت ولا يتغير بتغيير الوقت عادةً.
بشكل عام، فهم الفرق بين هذين المصطلحين أمر ضروري لفهم مجموعة واسعة من الظواهر الطبيعية بالإضافة لأهميته العملية الواسعة النطاق بما فيها تصميم المحركات والمبادلات الحرارية ومستحضرات التجميل وغير ذلك الكثير.