أهمية التنوع البيولوجي في الحفاظ على النظام البيئي العالمي

التنوع البيولوجي هو العمود الفقري للحياة على كوكبنا. إنه يشمل كل أشكال الحياة النباتية والحيوانية التي تعيش في بيئات مختلفة حول العالم. يحمل هذا التنو

  • صاحب المنشور: ملك التونسي

    ملخص النقاش:
    التنوع البيولوجي هو العمود الفقري للحياة على كوكبنا. إنه يشمل كل أشكال الحياة النباتية والحيوانية التي تعيش في بيئات مختلفة حول العالم. يحمل هذا التنوع قيمة كبيرة ليس فقط لأنه يوفر المرونة للنظم الإيكولوجية ولكن أيضاً لأنها تلعب أدواراً حيوية في استدامة الحياة البشرية نفسها.

القيمة الاقتصادية:

الطبيعة الغنية بالتنوع البيولوجي توفر مجموعة واسعة من الخدمات الطبيعية التي تعتبر ضرورية لاقتصاديات العديد من البلدان. تتضمن هذه الخدمات توفير الغذاء والأدوية والمواد الخام الصناعية. وفقًا للأمم المتحدة، فإن أكثر من ثلثي الأسواق العالمية معتمدة مباشرة أو غير مباشرة على المنتجات المستخلصة من المساحات الطبيعية.[1] بالإضافة إلى ذلك، يساهم السياحة المرتبطة بالتجارب الطبيعية مثل مشاهدة الحيوانات البرية والرحلات الاستكشافية في اقتصادات الدول ذات المناطق ذات التنوع البيولوجي العالي.

الاستقرار المناخي:

يقوم الكائنات الحية بتنظيم الظروف الجوية من خلال عملية تسمى "التبادل الكربوني". حيث تقوم الأشجار والنباتات الأخرى بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون أثناء عملية البناء الضوئي ثم تخزين جزء منه في جذوعها وأغصانها وجذورها. وهذا يساعد في تقليل مستويات هذا الغاز في الغلاف الجوي وبالتالي خفض تأثيراته الدفيئة وتغير المناخ.[2] كما يلعب التربة، الذي يتمتع بتنوع حيوي كبير، دوراً هاماً في امتصاص كميات كبيرة من الكربون مما يساهم أيضًا في تحقيق توازن درجة حرارة الأرض.

الصحة العامة:

ترتبط الكثير من الأدوية بمواد طبيعية نشأت من الأنواع النباتية والحيوانية المختلفة. وقد تم استخدام بعض هذه المواد منذ آلاف السنين بينما كانت الاكتشافات الحديثة مدفوعة جزئياً بقوة البحث العلمي المتزايدة والتقدم التكنولوجي. ومن الأمثلة الشهيرة المضادات الحيوية الموجودة في فطريات الارض والشاموسين المشتق من حمض الخليك المنتج بواسطة نوع معين من الفطريات [3]. بالإضافة لذلك، هناك دراسات تشير إلى وجود علاقة بين التعرض للأماكن الطبيعية وتحسين الصحة العقلية والجسدية للإنسان.[4]

الأمن الغذائي:

يتطلب إنتاج الأغذية المتنوعة تنوعا بيولوجيا أيضا؛ فالزراعة التقليدية تعتمد عادة على مجموع متنوع من المحاصيل والثروة الحيوانية لتحقيق دورة غذائية متوازنة ومتكاملة. يُعطي هذا التنويع الزراعي القدرة على مقاومة الآفات والأمراض ويقلل الاعتماد على المبيدات الاصطناعية التي يمكن أن تؤدي إلى مخاطر صحية محتملة وعدم الاستدامة طويلة المدى للتربة والإنتاج الزراعي عموما.[5]

أهمية الحماية:

رغم كل تلك الفوائد العديدة، إلا أن التهديدات ضد التنوع البيولوجي آخذة في التصاعد نتيجة للتغيرات البشرية. فقدان المواطن الطبيعية بسبب توسعات المدن والبناء، والصيد الجائر وغير المشروع، واستخدام مبيدات الأعشاب والمعادن الثقيلة جميعها عوامل تسهم في انخفاض عدد الأنواع وانتشار أنواع أخرى بشكل زائد مما يعطل الشبكة المعقدة لنظام الكوكب بأكمله. ولذلك، أصبح العمل نحو سياسات وممارسات أفضل لحفظ وتعزيز التنوع البيولوجي عالميا أمراً ملحا للغاية - سواء داخل مناطق محمية محددة أو ضمن سياقات زراعية وصناعية أكبر بكثير.

[1] منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO). \n[2] برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).\n[3] مركز معلومات علم الأحياء البحرية.\n[4] مجلة نيتشر الأمريكية.\n[5] المنظمة الدولية للموارد الوراثية النباتية


ليلى الصقلي

5 Blog indlæg

Kommentarer