ولد عبد الرحمن بن مسلم، المعروف بأبي مسلم الخراساني، في عام 100 هجري (718 ميلادي) في مدينة البصرة، والتي تُعرف أيضًا باسم أصبهان. كان أبو مسلم شخصية بارزة في تاريخ الدولة العباسية، حيث كرس حياته لنشر الدعوة العباسية حتى أصبح أحد أهم قادة هذه الدولة. توفي أبو مسلم في عام 137 هجري (755 ميلادي) على يد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور.

نشأ أبو مسلم في كنف زوج أمّه عيسى العجلي، الذي كان يمتلك مزارع في الكوفة وأصبهان. عمل أبو مسلم في جمع الأموال من المزارع في الكوفة، ثم انتقل إلى صناعة السروج. خلال هذه الفترة، بدأ يتعرف على التنظيم السياسي العباسي السرّي، مما أثار اهتمامه وولاءه لآل البيت. أظهر أبو مسلم ذكاءً وفطنةً ملحوظتين، مما جعل الإمام العباسي إبراهيم يختاره ليكون رئيسًا للتنظيم العباسي في خُراسان.

في خُراسان، تمكن أبو مسلم من التغلب على نصر بن سيار، ممثل الدولة الأموية في المنطقة، وسيطر على مرو، قاعدة خُراسان. كما قضى على علي بن جديع الكرماني وتمكن من السيطرة على مدن خُراسان واحدة تلو الأخرى. ومع ذلك، مع قوته المتزايدة، بدأ أبو مسلم يتصرف بتهور وتمرّد، مما لم يعجب الخليفة أبي جعفر المنصور.

كان لأبي مسلم الخراساني مهارات لغوية بارزة، حيث كان فصيحًا باللغة الفارسية والعربية. كما كان يحب قراءة الشعر والاطلاع على علومه. ومع ذلك، كان معروفًا بقسوته وقلة رحمته وقلة ضحكه. من الناحية الجسدية، كان أبو مسلم قصير القامة، ذو بشرة سمراء، وأحور العينين، وشعر طويل وجبهة عريضة ولحية وافرة.

على الرغم من إنجازاته الكبيرة في نشر الدعوة العباسية، إلا أن تصرفات أبو مسلم المتمرِّدة أدت إلى صراعه مع الخليفة أبي جعفر المنصور، مما أدى في النهاية إلى مقتله.