كانت الكتابة السومرية واحدة من أولى الأنظمة المكتوبة التي ظهرت في التاريخ البشري، والتي ساهمت بشكل كبير في تطوير الحضارات القديمة. نشأت هذه الكتابة حوالي عام 3500 قبل الميلاد تقريبًا في منطقة بلاد ما بين النهرين، وهي المنطقة الواقعة بين نهري دجلة والفرات حاليًا في العراق. سميت "السومرية" نسبة إلى شعب سومر الذين كانوا يقطنون تلك المنطقة آنذاك. كانت هذه اللغة قديمة جداً ومختلفة تماماً عن العربية أو الانجليزية المعروفة اليوم؛ فهي تتكون أساساً من الرموز الجيومترية بدلاً من الحروف الصوتية كما نستخدمها عادةً.
كان للسومريين نظام كتابة يسمى "الفينيقي"، والذي طور لاحقا ليصبح العلامات الطينية (Cuneiform). هذا النظام كان يستخدم حروف ذات أشكال مختلفة تعبر عن كلمات كاملة، وليس أصوات فردية فقط كما هو شائع الآن. لذلك، يمكن اعتبار كل حرف في الكتابة السومرية بمثابة كلمة متكاملة، مما جعل عملية القراءة والتفسير أكثر تحدياً للمستشرقين الحديثين.
ومن الجدير بالذكر أن أهمية الكتابة السومرية لا تكمن فقط في كونها أحد أقدم أنظمتها، ولكن أيضا لأنها أسست العديد من المفردات والمصطلحات المستخدمة حتى يومنا هذا. فعلى سبيل المثال، يعود الفضل إلى الشعب السومري بإدخال مفهوم العددي عشر، وهو مازال المعيار العالمي للعد الإلكتروني الرقمي. بالإضافة إلى ذلك، فقد تركوا لنا تراثا ثقافيا غنيا من القصائد والأدب والحكايات الخرافية التي تعتبر جزءاً مهماً من علم الآثار الثقافي ويستمر البحث فيها حتى وقتنا الحالي.
بشكل عام، تعد الكتابة السومرية رمزاً هائلا للتطور الإنساني المبكر وقدمت إنجازات كبيرة في مجال التواصل وأسست لبنة مهمة في بناء الحضارة الحديثة التي نعيش بها اليوم.