إرث إدريس الأكبر: مؤسس الدولة الإدريسية وعرابة الحضارة المغربية

كان للإمام العادل إدريس الأزهر دور بارز في تشكيل تاريخ المغرب الحديث كونه المؤسس للدولة الإدريسية عام 788 ميلادي بعد هجرته الشهيرة إلى بلاد البربر. ين

كان للإمام العادل إدريس الأزهر دور بارز في تشكيل تاريخ المغرب الحديث كونه المؤسس للدولة الإدريسية عام 788 ميلادي بعد هجرته الشهيرة إلى بلاد البربر. ينحدر هذا القائد الديني والعسكري الفذ من أسرة نبوية نبيلة وهي آل البيت الشريفة، مما أكسب حكمه الشرعية الدينية التي تعززت بتعاليمه الإسلامية الصارمة.

استهل إدريس حياته السياسية عبر توحيد قبائل زناتة وموريتانيا تحت رايته، مستخدماً حسن سيرته وجاذبية شخصيته لتحقيق ذلك. نجاحاته المبكرة جعلته محط إعجاب السكان المحليين وأدى إلى توسيع نفوذه لتشمل مناطق واسعة جنوب غرب الجزائر وشمال شرق موريتانيا الحاليَّة، بالإضافة إلى المناطق الواقعة شمال جبل الأطلس الكبير بالسواحل الغربية للمغرب الآن.

كانت سياسة الإدارة التي اتبعها الإمام تتمثل في الجمع بين الحكم الإسلامي والعادات المحلية بطريقة متسامحة وحكيمة. فقد اعتمد نظاماً ادارياً قائما على تقسيم البلاد إلى ولايات بإدارة محلية منتخبة يساعدها مجلس شورى يضم شخصيات دينية وقبائل قادة تم اختيارهم بناءً على ثباتهم وضمان الولاء المطلق للحكومة المركزية. كما شجع تنمية الزراعة والصناعة والتجارة لتعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز رفاهية مواطنيه.

بالإضافة لذلك، لعب مسجد القرويين دوراً محورياً خلال فترة حكمه حيث أصبح مركزا للعلوم والأبحاث، مؤثرًا بشكل كبيرعلى نشر الثقافة العربية والإسلامية داخل المجتمع المغربي. ومع وفاة إدريس عام 828 م وانتقال الخلافة لأولاده خلفائه -إدريس الثاني والثالث- استمرت الدولة زهاء قرن ونصف قبل سقوطها أمام الفتح الفاطمي سنة 969 م . لكن تأثير هذه الحقبة ظل حاضراً حتى اليوم بفضل أساساتها المتينة ذات البعد الروحي والقانوني والفكري الهام والذي شكل هوية ثقافية مغربية مميزة ما زالت تدعم الهوية الوطنية للمملكة حتى وقتنا المعاصر.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات