- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:
### تفاصيل النقاش:
بينما يتناول كلٌّ من "القاسمي القروي" و"سارة المراكشي"، عبر مداخلاتهما، نقاشاً مُثرياً يُركز على كيفية ضمان بقاء الفرد ضمن مساره الأمثل بين قوة الغريزة وعقلانيّة التوجيه العقلي، يشكلان تصوراتهم بناءً على رؤية شموليّة للشريعة الإسلاميّة.
بدأت المناظرة بتفسير للقاسمي القروي بأن الشريعة تقدّم توازنًا ضروريًا لحياة الشخص؛ فهي تُعطي الأولوية للعقل كمُميِّز رئيسي للإنسان، ممّا يؤدي به إلى التمسُّك بالأخلاقيات والقِيَم الحقَّة. وفي الوقت نفسه، فإنَّ هذه الجماعة الشرعية تحدُّ من الحوافز البدائيّة -أو كما يسميها البعض "الغرائز"- لضمان عدم تعارضها مع اللازمات الروحية والثقافية للمجتمع المسلم. وبالتالي، وفقا لهذا المنظور، يتمكن المرء من تطبيق حكم عقله بشكل فعَّال وغرس قيم الأخلاق والإسلام داخل بيئة حياته اليوميّة.
وتضيف سارة المراكشي وجهة نظر أخرى تتشارك مع سابقتها بعض المشاعر المشتركة ولكن تتميز بها أيضًا بنبرة أكثر انفتاحا وانصياعا لصالح الجانب النفسي البشري. رغم أنها تؤكد أيضا على الدور الهام للشريعة في منح الأفراد هيكل تنظيمي للسلوكيات المعتمدة على العقل والحكم الذاتي الملزم طبيعياً بالإرشاد العملي لقيم المجتمع والدولة الإسلاميتين، إلا إنها تشجع أيضاً على فهْم وتعزيز القدرة الذاتية للأفراد للتفاعل والتكيّف مع احتياجاتهم المكبوتة بشكل غير مباشر والتي تعد رصيدا أساسيا للحياة نفسها وليس خصماً عليها حسب نظرتها لهذه المواصفات البشرية الأساسية. هنا يقصد بالحاجة الداخلية للجسد والجسم وما يتبع لذلك من موصلات حسية واجتماعية ومنطق الحياة العامة المدروسة بعناية لدى علماء الدين والفلاسفة الإسلاميين القدامى والمعاصرين كذلك.
ومن خلال حرصهما على تسليط الضوء على خطاب دينامي ومتعدد الأبعاد بشأن وظائف الاستراتيجيات التشريعيه المتعلقه بكبح التصرفات الانفعالية واتجاهها نحو فضائل اجتماعية راقية بناءً علي رؤيتها لتحقيق اقصى درجات الثبات والاستقرار الداخلي الخارجي للفئات العمرية المختلفة والمختلفة جنسياً والأدوار الاجتماعية الخاصة لكل فرد منهم داخل تلك البيئة الموحدة تحت مظلة قانون الهيئة القانوني ذات الطابع المؤسساتي والنظام العام للدولة ذاته .
عبدالناصر البصري
16577 Blog Beiträge