تعريف ظاهرة التعامد الشمسي تشير إلى لحظة فريدة عندما تسقط أشعة الشمس مباشرة ومتعامدة على سطح الأرض. يحدث هذا التفاعل الفيزيائي الدقيق نتيجة لميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة بالنسبة لمسطحها الفعلي أثناء دورانها حول الشمس. ومن الجدير بالذكر أنه ليس جميع مواقع العالم تشهد هذه الظاهرة بنفس القدر أو بنفس التواتر؛ فالمنطقة المحصورة بين دوائي القصور (Tropic of Cancer) ودائرة السرطان الجنوبي (Tropic of Capricorn) - والتي تمتد نحو ١٧,٣° جنوب وغرب خط الاستواء - تستقبل شعاعات شمس متعامدة مرة واحدة سنويًّا تقريبًا بينما المنطقة الواقعة فوق أحدهما قد تمر بتلك التجربة عدة مرات خلال العام.
وفي تفصيل آخر لذلك التغير الموسمي المرتبط بهذا الحدث الفلكي الرائع، يمكن ضبط توقيت هبوط الأشعة الحادة عبر الخط الطويل للعروض المختلفة لهذه البلاد والتجمعات السكانية وفق تكرار مختلف تمام الاختلاف، فعلى سبيل المثال، يشاهد المواطنون المقيمون قرب دائرتي السرطان والقصر ظهور القوات المنيرة العملاقة التي تزور مدنهم مرتين سنويا تحديدًا عند الانقلاب الصيفي والشتوي، أما سكان المدن الأقرب للأراضي القطبية فهم محظوظون بما يكفي لاستقبال دفعات مضاعفة من البركات الغنية بالنور الأحمر المدفونة حاليًا تحت الثلوج البيضاء الخاشئة! بل ويحدث الأمر عكسيا أيضا عندما يقوم بعض الأشخاص المتمركزون بالقرب من منطقة استوائية معينة بإحصاء ضربتهم السنوية الوحيدة المؤرخة "اليوم القصوى" غير مكترثين حقـًا بفصول السنة الاخرى الأصلح للسفر لقضاء عطلة الصيف المنتظر انتظارا طوال الأعوام الماضيه !!
هذه العملية الطبيعبة التي يسميها علماء الفلك باسم "التزامن"، تؤثر بشدةعلى احداث تغييرات كبيرة عالمية مثل زيادة درجات الحرارة وانخفاضها وكذلك تغييرا ملحوظ باتجاه ميل الاعمال الزراعية وغيرها العديد من الاجراءات اليومية الأخرى اعتمادا بشكل مستمر على تواريخ زيارة اشعة الشمس المكرسة لتحديد موسم بداية قطاف محصول جديد بعد انتهاء فترة الحرجة الاولي !