تتنوع الثقافات والمعتقدات داخل حدود دولة باكستان الواسعة، مما يجعلها موطنًا لمجموعة غنية ومتنوعة من اللغات. رغم تعدد هذه التراث اللغوي العريق، إلا أنه يمكن اعتبار اللغة البنجابية هي الأكثر انتشارًا وشعبية بين سكان البلاد. بحسب الدراسات الحديثة، فإن حوالي 70 مليون نسمة – وهو ما يشكل أغلبية المقيمين في منطقة بنجاب الخصبة - ينتمون أصلاً لهذه المنطقة الناطقة بالبنجابية. علاوة على ذلك، هناك أيضًا ملايين المتحدثين بهذا الحرف الفريد في الهند المجاورة.
لا ترتقي اللغة البنجابية بمكانتها الرسمية ضمن حكومات باكستان المختلفة لأن دستورها يُقرّ بالأوردو والإنجليزية كلغتين وطنيتين رئيسيتين. ومع هذا، تحتفظ الأخيرة بتأثير بارز بسبب تاريخ الاستعمار البريطاني الطويل والذي ترك بصمة واضحة حتى اليوم عبر استخدامها كجزء أساسي من النظام القانوني والتعليمي المحلي. بينما تشغل لغتنا الوطنية الأردية مكانة خاصة لدى الشعب نظرًا لأصولها القديمة المرتبطة بعدة ثقافات مجاورة مثل العربية والفارسية وغيرهما. وهي ليست فقط وسيلة اتصال شائعة ولكن أيضًا ركيزة أساسية للأعمال الرسمية والحكومات المختلفة بالإضافة لكثير من المؤسسات الأكاديمية.
ومع ذلك، فباكستان أرض خصبة للحفاظ على تراثها اللغوي الثري بما فيه أكثر من سبعة وأربعين لهجة محلية متفرقة حول البلد. ومن أهم تلك اللهجات الأخرى "البشتونية" وبها يتحدث نحو خمس السكان تقريبًا مستمدة أساسيتها من سكان المناطق الشمالية الشرقية ذات الطبيعة القبلية الوثيقة العلاقات مع الأفغان المحيطين بهم. وفي الجنوب الشرقي تكمن مناطق سند الأصل للسندية المنفتحة حديثًا لتظهر للعالم خلال السنوات الأخيرة صوتًا خاصًّا بدولة جديدة تريد الاحتفاظ برمزية هويتها المستقلة مؤخرًا نسبياً منذ عام ١٩٤٧ ميلادية عقب الانفصال عنها الهند الموحدة سابقًا قبل قرن واحد تقريبًا حينئذٍ. أما بلوشستان المحاذية للغرب فتضم نسبة أقل قليلاً لكن جذور ارتباطاتها بتاريخ قديمة قديمة جديرة بالإشارة إليها باعتبارها إحدى العناصر المهمة للتاريخ الإنساني عامة وليست مجرد جغرافيا جغرافيا وحدود سياسية زائلة سرعان ما يخلفها الزمان خلف ظهره لصالح الحقائق الجديدة الراسخة بقوتها الخاصة دون حاجة لإظهار قوة خارجيتها مهما بلغ جبروتها!!