القومية ظاهرة اجتماعية وحركة سياسية ظهرت خلال القرن الثامن عشر، وهي تعبر عن الولاء المتزايد لدى الأفراد لأمتها الأم ولثقافتها وهويتهم القومية. نشأت هذه الظاهرة كرد فعل على الأنظمة السياسية القديمة والثقافات المتعددة التي كانت سائدة آنذاك. تعتمد القومية عادةً على عوامل متعددة تشمل اللغة والدين والعادات والتقاليد المشتركة والأرض التاريخية.
تشجع القومية الشعور بالمجموعة وتدعو إلى الوحدة داخل المجتمع، وقد تؤدي في حالات محددة إلى المطالبة باستقلال البلاد ووحدتها سياسياً واقتصاديًا. يعبر دعاة القومية غالبًا عن فكرة أن مجموعتهم تتمتع بتفوق خاص يسمح لها باعتناق مصالح مشتركة تنفرد بها عن غيرها من الجماعات الأخرى.
على الرغم من وجود بعض التشابه بين مفاهيمي القومية والوطنية، إلا أنهما ليستا نفس الشيء تمامًا. فالوطنيون يشعرون بفخر كبير بوطنهم ويسعون لحمايته والدفاع عنه، ولكنهم لا يدعمون بشكل ضروري الانفصال السياسي أو الاستقلال الذاتي للأمة. לעمق المقارنة بينهما ستلاحظ أن الدعاة القوميين أكثر ميلاً لإعطاء الأولوية للمصالح القومية على حساب التفكير العالمي والشراكات الدولية.
ومن الجدير بالذكر أن بداية ظهور مظاهر واضحة للقومية ترجع إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث رفض المواطنون نظام الحكم السابق ونقلوا السلطة إلى شعبهم، مما أدى إلى استقلال الدولة عن التأثيرات الخارجية والقضاء على الاستبداد الداخلي والخارجي. وفقا للباحث هانس كوهن فإن مفهوما السيادة الشعبية مرتبط ارتباط وثيق بمبدأ القومية، وهو ما أكده أيضا كارلتون هايز عندما وصف القومية بأسلوب جديد دمجه فيها "الوطنية" و"التبعية".
وفي النهاية يبقى الجدال حول مدى تأثير القومية إيجابيا وسلبيا مستمرا حتى وقتنا الحالي بسبب دورها الكبير في تشكيل السياسة العالمية والحركات الاجتماعية المختلفة عبر مختلف البلدان والمجتمعات البشرية.