تُعتبر الأصوات اللبنات الأساسية للغة العربية، حيث تتكون الكلمات من مجموعة من الأصوات التي يتم نطقها بطرق مختلفة. يمكن تصنيف الأصوات في اللغة العربية إلى قسمين رئيسيين: الأصوات الصامتة والأصوات الصائتة.
الأصوات الصامتة، والتي تُعرف أيضًا بالحروف العربية، هي محور اهتمام العلماء في دراسة الأصوات. هذه الحروف هي المادة الصوتية الأساسية التي تتكون منها الكلمات، بغض النظر عن صورها الصرفية. من أبرز العلماء الذين اهتموا بدراسة الأصوات في الإسلام هو الخليل بن أحمد الفراهيدي.
أما الأصوات الصائتة، أو الحركات الأساسية في اللغة العربية، فهي الفتحة والضمة والكسرة، بالإضافة إلى ألف المد وواو المد وياء المد. رغم أهميتها الصرفية، لم تحظَ هذه الأصوات بنفس القدر من الاهتمام الذي حظيت به الأصوات الصامتة.
كل لغة لها نظام صوتي خاص بها، وهو ما يسمح لدارسيها بفهمها. تمر عملية الكلام بخمس مراحل مرتبطة ببعضها البعض، تبدأ من الأحداث النفسية والعقلية للمتكلم، ثم عملية إصدار الكلام المتمثل بأصوات ينتجها جهاز النطق، والذبذبات التي تنقل الصوت، ثم العمليات والأحداث النفسية والذهنية للسامع.
تتنوع مناهج دراسة علم الأصوات، حيث يمكن تصنيفها إلى عدة أنواع:
- علم الأصوات الوصفي: يركز على وصف أصوات اللغة في فترة زمنية معينة دون إجراء أي تعديل عليها أو الرجوع إلى فترات سابقة.
- علم الأصوات التاريخي: يدرس تطور الأصوات في لغة معينة والظروف التي طرأت عليها والعوامل التي أثرت فيها.
- علم الأصوات المقارن: يقارن بين أصوات اللغة الواحدة في فترتين زمنيتين مختلفتين أو بين لغتين مختلفتين في فترة زمنية معينة.
- علم الأصوات العام: يدرس أصوات اللغات الإنسانية بشكل عام، مع دراسة كل لغة بطريقة مستقلّة عن غيرها.
تتميز الأصوات في اللغة العربية بعدد من الصفات، منها الشدة والرخاوة والتوسط، القلقلة، الجهر والهمس، التفخيم والترقيق، الشمسية والقمرية. هذه الصفات تساعد في تحديد خصائص كل صوت وتصنيفه ضمن النظام الصوتي للغة العربية.
بذلك، يمكن القول إن دراسة الأصوات في اللغة العربية هي مجال واسع ومتنوع، يتطلب فهماً عميقاً للنظام الصوتي للغة العربية وخصائص أصواتها المختلفة.