كارولين مييرز، الشخصية التي أثارت فضول القراء حول العالم بشجاعتها وأصالتها، هي محور الكتاب الرائع "أسعد امرأة في العالم". هذا العمل الأدبي ليس مجرد قصة حياتية؛ إنه تجربة روحية عميقة تستعرض الحياة المثيرة لواحدة من أكثر النساء تأثيرًا في القرن العشرين.
تم نشر الكتاب عام ٢٠٠٠ بواسطة جون ويليامز ومورجان وببس، ويتناول سيرة ذاتية غير تقليدية لامرأة امتلكت الشجاعة لإعادة تعريف حياتها بطريقة فريدة وهادفة. كارولين مييرز، وهي أمريكية ولدت عام ١٩١٤ وحصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة شيكاغو، عاشت حياة مليئة بالإنجازات والأحداث المتنوعة بدءًا من كونها طبيبة نفسية إلى ممارسة الدين البوذي الرهباني حتى انتهى بها المطاف ككاتبة مؤثرة.
في بداية الأمر، كانت مسيرة مييرز مشابهة للمسارات التقليدية للنساء خلال تلك الفترة الزمنية؛ تزوجت وعملت كطبيبة نفسية في مستشفى مدرسة الطب بجامعة هارفارد. ولكن بعد زيارة تايلاند والصين والتواصل مع الحركات الدينية المحلية هناك، تغير منظورها بشكل جذري نحو الحياة الروحية والمعنوية للإنسان. قررت ترك كل ما لديها - مهنتها وزواجها - لتبحث عن المعنى الأعمق للحياة خارج نطاق المجتمع الغربي التقليدي.
بعد فترة طويلة من التدريب الرهباني تحت إشراف زعيم بوذي بارز يدعى آچانا تشاجيهيفاداو، عادت مييرز إلى الولايات المتحدة وقد تحولت تمامًا من الناحية الروحية والفكرية. لم تنشر أول كتبها إلا عندما بلغت الخمسين من عمرها، لكن هذه الأعمال سرعان ما اكتسبت شهرة واسعة ونظرة نقدية عالية بسبب رسائلها الواضحة والملهمة بشأن الحب والحكمة والرحمة.
أعمال كارولين مييرز مثل "الحزن هو بوابة"، و"الروح المجروحة"، وبالطبع "أسعد امرأة في العالم"، ليست فقط قصتها الفردية وإنما دعوة للتأمل الذاتي والنمو الشخصي للجميع. إنها تحدد الطريق لتحقيق سعادة كاملة داخل النفس وليس في المكاسب الخارجية أو النجاح المهني.
بهذا الصدد، يعد كتاب "أسعد امرأة في العالم" ليس دليلًا حيويًا لكارولين مييرز فحسب، بل أيضًا مصدر إلهام لكل شخص يبحث عن اتجاه جديد له في رحلته الخاصة نحو التفاهم الذاتي والسعادة الداخلية.
