يعد القرآن الكريم مصدراً غنياً باللغة العربية الفصحى، حيث يتضمن العديد من الأفعال التي تعكس معانيها وأساليبها المختلفة. يمكن تقسيم أسماء الأفعال في القرآن إلى عدة أنواع بناءً على وظائفها النحوية والمعجمية.

أولاً، هناك أسماء الأفعال التي تشير إلى الفعل نفسه، مثل "القراءة" و"الكتابة". هذه الأسماء تُستخدم عادةً لوصف فعل ما أو لتعريف نوع من الأفعال. مثلاً، في الآية الكريمة "وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ" (الإسراء: 106)، نجد كلمة "قراءة" كاسم فعل يشير إلى الفعل "قرأ".

ثانياً، هناك أسماء الأفعال التي تشير إلى نتيجة الفعل أو حالته، مثل "النجاح" و"الفشل". هذه الأسماء تُستخدم لوصف حالة ما ناتجة عن فعل معين. على سبيل المثال، في الآية "وَأَمَّا الَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا وَاسْتَعْجَلُوا بِهَا فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" (الحجر: 15)، نجد كلمة "الجحيم" كاسم فعل يشير إلى نتيجة الفعل "استعجلوا".

ثالثاً، هناك أسماء الأفعال التي تشير إلى أداة الفعل أو وسيلته، مثل "الكتاب" و"القلم". هذه الأسماء تُستخدم لوصف أداة أو وسيلة يستخدمها الفاعل لتنفيذ الفعل. على سبيل المثال، في الآية "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا" (الإسراء: 70)، نجد كلمة "البحر" كاسم فعل يشير إلى وسيلة النقل.

رابعاً، هناك أسماء الأفعال التي تشير إلى مكان الفعل أو زمانه، مثل "المسجد" و"الليل". هذه الأسماء تُستخدم لوصف مكان أو زمان الفعل. على سبيل المثال، في الآية "وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ" (فصلت: 37)، نجد كلمة "الليل" كاسم فعل يشير إلى زمان الفعل.

خامساً، هناك أسماء الأفعال التي تشير إلى شخص الفعل أو فاعله، مثل "المؤمن" و"الكافر". هذه الأسماء تُستخدم لوصف شخص يقوم بالفعل. على سبيل المثال، في الآية "إِنَّ ال