المدرسة الوضعية: فوائدها وعوائقها في البحث الاجتماعي

تُعتبر المدرسة الوضعية أحد المناهج الرئيسية في علم الاجتماع، والتي ترتكز على استخدام الأساليب الكمية للتحليل والتفسير. تنبع أهميتها من عدة جوانب إيجاب

تُعتبر المدرسة الوضعية أحد المناهج الرئيسية في علم الاجتماع، والتي ترتكز على استخدام الأساليب الكمية للتحليل والتفسير. تنبع أهميتها من عدة جوانب إيجابية، بما في ذلك:

  1. اعتماد التقنيات الكمية: تميل المدرسة الوضعية نحو التعامل مع البيانات بطريقة رقمية منظمة، مما يُمكّن الباحثين من تحليل العلاقات بين المتغيرات المختلفة بدقة كبيرة. هذا النهج يساعد في بناء نماذج رياضية تُنبئ بالسلوك المستقبلي.
  1. الهيكلية الصارمة: يتيح النظام المنظم والمتوافق لهذه المدرسة للأبحاث تحقيق مستوى عالٍ من الثبات والأمان عند التطبيق العملي. قد يؤدي هذا التركيز الشديد على الشمولية والدقة إلى نتائج موثوق بها ومكررة.
  1. سيطرة الباحث: بسبب الطابع العددي للدراسات الوضعية، يحتفظ الباحث بدرجة عالية من السيطرة على سير العمل البحثي. تستطيع جمع واستخراج معلومات ثابتة تسمح بفهم شامل للسلوك الإنساني ضمن حدود تجارب معينة.

ومع ذلك، ليست كل الجوانب متعلقة بالإيجابيات فقد شهدت المدرسة الوضعية نقاشات حول بعض الانتقادات الأساسية وهي:

  1. التجاهل الأنثروبولوجي: لدى دعاة المدرسة الوضعية ميل لفهم العالم استناداً لأحداث قابلة للحساب وصرف انتباههم عن العوامل البشرية والعاطفية ذات الدلالات الثقافية الغنية. يمكن أن يسفر هذا الفكر الضيق للعلاقات الإنسانية الحقيقية عن أدوات تبسيطية ضارة قد تخفي تعقيد الحياة اليومية.
  1. الافتقار إلى المرونة والابتكار: غالبًا ما ينظر منتقدوها إلى انغلاق رؤيتهم بشأن العالم باعتباره نقصًا في الخيال والنطاق المفاهيمي اللازمة للاستفادة المثلى من الفرص الجديدة وأساليب الاستكشاف غير التقليدية. يفضل البعض نهجًا أكثر مرونة يأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الخارجية والجوانب المعرفية الأخرى غير المرئية أوليًا تحت المجهر الرقمى المحصور.

خلاصة الأمر، بينما تقدم المدرسة الوضعية العديد من المزايا العملية والتحليلية لصانعي السياسات، فهي أيضًا تواجه تحديات متعددة فيما يتعلق بكيفية إدراك فهم الإنسان لعالمنا وكيفية حكمه عليه.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات