تعتبر مدرسة فيتاغورس واحدة من أكثر المدارس الفلسفية تأثيراً في العصور القديمة، والتي أسسها الرياضي والمؤرخ اليوناني فيثاغورس حوالي القرن السادس قبل الميلاد. هذه المدرسة لم تكن فقط مركزاً للتعلم حول الرياضيات والعلوم، ولكن أيضاً كانت ملتقى لأفكار متعددة حول الأخلاق والحياة الروحية والعلاقات الاجتماعية.
فيتاغورس نفسه كان شخصية محورية ليس فقط بسبب مهاراته في الرياضيات، لكن أيضاً بسبب رؤيته الحاكمة للحياة ككل. وفقاً للفلسفة التي طورها، فإن كل شيء في الكون يمكن فهمه بدلالة الأرقام والنسب الموسيقية. هذا الرأي جعله يرى العالم بنظرة وحدوية، حيث يعتقد بأن جميع الأشياء مرتبطة بطريقة رقمية وجمالية.
بالإضافة إلى ذلك، سلط فيتاغورس الضوء على أهمية الأخلاق والأفعال الإنسانية. تحت تأثير الفيلسوف الصيني كونفوشيوس، اعتنق فكرة "الحكمة السامية"، وهي مفهوم يشجع الناس على التعامل مع الآخرين بالاحترام والتواضع، بغض النظر عن الوضع الاجتماعي.
بالرغم من عدم وجود نصوص مكتوبة مباشرة من يد فيتاغورس نفسه، إلا أن أفكاره تم تناقلها عبر الطلاب الذين تعلموا منه وبقيت جزءاً أساسياً من الثقافة الغربية حتى اليوم. تُظهر دراستنا لهذه الفترة الزمنية كيف أثرت الأفكار المتقدمة لفيتاغورس في تشكيل العديد من المسارات المستقبلية للأخلاق والفلسفة والرياضيات.
