شمس الدين محمد بن عبد الله بن بطوطة، المعروف باسم ابن بطوطة، هو الرحالة الشهير الذي أثارت مغامراتَه دهشة العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي. ولد هذا الرجل الفذ يوم 25 فبراير عام 1304 ميلادية في طنجة بالمغرب الغربي. بدأ ابن بطوطة رحلاته الشاقة عندما بلغ الواحد والعشرين ربيعاً، واستمرت هذه الرحلات الرائعة حتى العام 1352 ميلادية، مما يعني أنه قضى مدة تقارب الأربع والعشرين عاما كاملاً في استكشاف مختلف أنحاء العالم الإسلامي آنذاك.
خلال تلك الفترة الطويلة من الزمن، قطع المسافر الجوال مسافة ضخمة تفوق مئة وعشرين ألف كيلومتر عبر أربعة قارات مختلفة، وزار أكثر من أربعين بلدًا متنوعة الثقافات والتقاليد، مُسجلًا كل ما شاهده ضمن عمله المشهور "تحفة النظار في عجائب الأمصار وعجائب الأسفار".
كانت بداية رحلات ابن بطوطة نابعة أساسياً لرغبات داخلية بالمعرفة والحماس للإكتشاف، وكذلك أداء الشعائر الدينية مثل الحج. وعلى الرغم من نشأته علمية وفق المذهب المالكي، إلاّ أنه اختار الطريق نحو الاستكشاف عوضاً عن التعليم الأكاديمي التقليدي.
بعد نهاية رحلاته المثيرة التي تضمنت مواقف غير اعتيادية وأحداثٍ مثيرة، كتب ابن بطوطة تجرباته المشوقة للعالم الخارجي عبر الكتاب الذي يحمل اسمه نفسه والذي أصبح مصدر إلهام للأجيال المتعاقبة. وقد شهد البعض باشتباه بشأن بعض الأماكن والحقائق التاريخية التي وصفها؛ إلا أن ابن البطوط أكد بصراحة تصميمه الصدقيّة في سرد أحداث سيرته الذاتية المكتوبة بحسب طلب سلطان هناك تعجب لسلوكيات ابن البطوط خلال سفره. وهكذا انتهى عمر ابن بطوط بتدوينه لحكايات تستيقظ مخيلتنا ونحن نقرأ عنها اليوم بعد مرور قرون طويلة منذ سفرانه الأخيرة!