تبرز أهمية الماء باعتباره أحد أغلى الموارد الطبيعية على وجه الأرض بسبب خصائص استثنائية تشمل قدرته الفريدة على إذابة مجموعة متنوعة من المواد. يشكل هذا العنصر حوالي 71٪ من مساحة كوكبنا وهو ضروري للحياة كما نعرفها. يمكن تقسيم مصدر الماء الرئيسي إلى ثلاث فئات رئيسية وهي: مياه البحار والمحيطات، المياه الجوفية، والمياه السطحية.
1. مياه البحر والمحيطات:
يمثل بحرنا الواسع غالبية موارد المياه العالمية - حوالي 97%. ومع ذلك، فإن هذه المجموعة الضخمة من الماء المالحة غير صالحة للاستخدام مباشرة لأغراض الشرب أو الزراعة بدون معالجة متخصصة لإزالة الأملاح والتخلص من الشوائب الأخرى. تُعرف عمليات التحويل هذه باسم "التحلية". تستخدم التقنيتان الأكثر شيوعاً للتحلية هما التقطير والتناضح العكسي. بينما يعمل التقطير بتسخين الماء ثم تبريد البخار مرة أخرى لتكوين قطرات نقية جديدة، يستخدم التناضح العكسي ضغطاً مرتفعاً لطرد الجزيئات المتناهية الصغر عبر غشاء خاص مما يؤدي إلى إنتاج مياه نظيفة ولكن بطريقة قد تكون شديدة الاستهلاك للطاقة وبالتالي تكلفياً.
2. المياه الجوفية:
تقع المياه الجوفية أسفل الطبقات الثرية للأرض وقد تحتوي ضمن المسام والحزوز الموجودة داخل التربة والصخور المختلفة بدرجات متفاوتة من الرطوبة. هذه الكميات المخفية تمثل 30% فقط من إجمالي مخزون المياه العذبة المتاح لنا عالمياً. وللأسف، يعد الإفراط في استخراج واستنزاف هذه الدعامة الخفية بالإضافة للتلوث المستمر عاملاً محتملاً يقوض توافرها مستقبلا.
3. المياه السطحية:
يشمل مصطلح 'المياه السطحية' عروق جريان الأنهار والجداول والبحيرات والتي تعد نتائج طبيعية لجريان مياه الأمطار فوق مسارات مختلفة بدءً من المناطق الزراعية وانتهاء بنبع صادر عن نفاذ نحو الأعلى من طبقات التربة الأسفل. توفر الأعوام المطيرة المزيد منها أثناء فترات قلة التساقط تبدو رقيقة جدًّا بل وأنها تختفي تماما لدى البعض الآتي بحسب موقع تلك المواقع بالنسبة لمنطقة تساقط الامطار الاساسيّة لها . رغم كونها موردا موضع تقدير فهي معرضة بشدة لمساهمات مواد خطرة سواء كانت رواسب عضوية أو مضادات حيوية زراعية وغيرها الكثير مما يتسبب بالتأكيد بإلحاق الضرر بمصدراها الحيوي والمعروض بلا شكرٍ للإنسانية!
وبذلك فإن إدارة وحفظ مواطن التصنيع الرئيسية لهذه السلعة المنقذة لحياة البشر حيويٌ جداٌ لما يحمله المستقبل القريب بعهد جديد ربما لن يدوم طويلاً إن ظل تجاهل هنالك بشأن سياسة ترشيد الاستعمال والاستدامة فيه...