يتمثل النمو الانفعالي للأطفال بشكل أساسي في كيفية تعاملهم مع المشاعر وتنظيمها والتعبير عنها. هذا الجانب الحساس من تنمية الطفل غالباً ما يتم تجاهله لكن له تأثيرا عميقا ومباشرا على صحتهم النفسية والعاطفية. يبدأ هذا التطور منذ الولادة ويستمر طوال مرحلة الطفولة المبكرة.
في سن مبكرة جداً، يستجيب الرضع للمثيرات الخارجية باستخدام البكاء، وهو الشكل الأكثر شيوعاً للتواصل لديهم. ومع تقدم العمر، يبدأون في اكتساب القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين من خلال نظرات الوجه وتعبيرات الجسم. هذه العملية تُعرف بالتعلم الاجتماعي وهي جزء حاسم من فهم المشاعر الإنسانية المعقدة.
مع مرور الوقت، يتعلم الأطفال التحكم في ردود فعلهم العاطفية عبر تعلم المهارات الاجتماعية مثل التواصل الفعال والمشاركة والحل السلمي للنزاعات. يمكن لهذه المهارات أن تلعب دوراً هاماً في بناء العلاقات الصحية وضمان الصحة العقلية العامة.
من المهم لأولياء الأمور والمعلمين تقديم بيئة داعمة ومحبّة لتشجيع تطوير مهارات التعامل مع الضغوطات العاطفية لدى الأطفال. كما يُفضل التشجيع على التدرب على حل المشاكل بأنفسهم بدلاً من الحل الأسهل والذي يكمن في تدخل الشخص الأكبر سناً دائماً.
بشكل عام، يشكل النمو الانفعالي أساسا قوياً لصحتهم النفسية المستقبلية ومهارات التأقلم الخاصة بهم. لذلك، ينبغي النظر إلى هذه الفترة كفرصة ثمينة لبناء قدرات عاطفية مستدامة لدى الأطفال.