تعدّ النحو أحد أهم فروع علمي اللغة العربية والبلاغة، ويشغل علامات النصب مكانة خاصة فيه لما لها من دور بارز في بناء الجملة الصحيحة وتوجيه معانيها بدقة. تتميز علامات النصب بالتنوع واتساع نطاق استخداماتها لتناسب مختلف حالات الاسم سواء كان مجرورًا بـ"من"، أو "في"، أو "على"، وغيرها من أدوات البناء التي تؤدي إلى جر الاسم ونصبه. سنتناول هنا باختصار شديد الأنواع الرئيسية لعلامات النصب وما يرتبط بها من قواعد نحوية مهمة.

1. علامة نصب الاسم المجرد: عندما يتم جر اسم مجرد -أي ليس مضافاً إلى آخر- بواسطة إحدى حروف الجر مثل "من"، "في"، "على"، فإن علامة نصبه تكون دائماً الفتحة الظاهرة فوق حرف النون الأخير له إذا كان مفرداً، أمّا الجمع غير المنقوص فتظهر عليه الفتحة على آخره أيضاً بشرط عدم وجود تنوين سابق عليها. مثال ذلك: من البيت، في الحديقة، على الشجرة. ولكن إذا سبق التنوين فتحذف منه فتحة العلامة كقوله تعالى: {ومن يعمل سوءً يُجز به} [الأعراف:84]. وهكذا بالنسبة للجمع المقصور والمجموع؛ فإذا جاء بعد حرف الراء ألف الزيادة تأخذ الفتحة الواقعة قبلها وتنوب عنها.

1. علامة نصب الاسم المضاف: إضافة الاسم لمسند إليه يؤثر بشكل مباشر على طريقة تقديمه وحالة رفعه ونصه وجره. عند إلحاق اسمان بعضهما البعض في سياقات مختلفة ستكون هناك تغيرات واضحة فيما يلي: رفع المُضاف إليه والجزمُ المحذوف للمضاف ومفعول مطلق محذوف يعودان للجملة الفعلية الأولى المتضمنة حالة الإضافة... إلخ. أما بشأن علامة النصب المضافة هنا فهي تُعتبر متأثرة بحالتَيْ رَفْعٍ وجَرِّ حسب موقعها ضمن بنية الجملة كاملة وليست ذات صفة مستقلة بذاتها كون ظهوُرها مرتبطٌ ارتباطا وثيقاً بموضعِ وضعتِ فيها إذ لن تجتمع هذي الثلاث وهي الرفع والنصب والجر أبدا! وبالتالي فالاسم المؤول نحو قول الله عز وجل:"وكلكم راعٍ..." فهو حينما ينصب يكون بصفته مبنياً للمجهول ولا يحتاج لاستعمال أي نوع مخصوص مما ذكر آنفا نظرا لأنه فعل مضارع معمولاه الضمة فقد تمت تعويضة باستعمال علامتيين عوض واحدة فقط هما: ضمة يدخل تحت تأثير الثانية منها أول الصلة وهو ما يشكل درس خاص موسعا حول هذا الموضوع وإن كنت أتجنب الخوض فيه تفاديا لبساطته زائداً تشابكه نسبيا مقارنة بشروحات المواضع الأخرى المبسطّة سالفات الذكر داخل النص السابق ذاته .

3.علامات أخرى للنصب: هنالك عدة أشكال أخرى تستخدم للإشارة إلى الحالة النسبية لكن غالب قدرتها تتوقف أساساً على طبيعية الحرف نفسه والذي قد يأخذ مواقع متفاوتة وفق السياقات المختلفة؛ لذا فلا سبيل لحصر كل تلك القواعد هنا بقدر توضيحهذه الأمثلة الثلاثة حيث أنها الأكثر شيوعا وأكثر عرضة لملاحظتنا أثناء سير حياتنا اليومية والتواصل اليومي بين أفراد المجتمع بل وكل شخص إن صح التعبير بما أنه أهل لكل عصر مهما انتهت اليه سطور القراءة لهذه اللحظات الناضجة فهميات المعرفة ولذلك سيجد المتداول العربي الحديث العديد مرات كافية للاستماع إليها عند تصفح كتب الأدب وبرامج الثقافة والإخبار والسيرة الذاتية لأهل العلم عموما وستتجلى كذلك رويدا رويدا عبر دروسه الدراسية طالما كانت مكتوبة بالعربية لفترة طويلة ومن ثم ترجموها لاحقا للغتهم المعتمدة حاليا حال امتزجت فيها الديوبازيت والثَّبَتِيِّ والخَشَبِيِّ !