تُعدّ مدرسة الفنون الكلاسيكيّة الواجهة الأبرز للفن المعماري الغربي القديم والذي نشأ خلال العصور الرومانية والإغريقية. هذه الحركة تعكس رؤية فنية راسخة مبنية بشكل أساسي على الإعتدال والتناسب والتوازن الجذاب. يمكن تتبع جذورها إلى اليونان القديمة حيث كانت تُعرف حينها بمصطلح "الجمال"، وهو مبدأ يشجع على خلق جماليات متناسقة ومتوازنة بدلاً من التركيز فقط على التفاصيل الزخرفية.
في روما، تطورت هذه الأفكار لتصل ذروتها تحت الحكم الجمهوري حيث تم تحويل الكلاسيكيات اليونانية وأعيد استخدامها بطابع أكثر رسمية وعسكرية. تميز هذا النوع من البناء بالخطوط المستقيمات والقوائم الطويلة والنوافذ الضيقة التي غالبًا ما تحتوي على زخارف معقدة ولكن بطريقة منظمة ومنسجمة. كما ظهر تأثير واضح للحكومة والمجتمع في التصميم؛ إذ كان يُظهر المبنى قدرته على تحمل الوزن السياسي والثقافي وما يعنيه ذلك من قوة وثبات.
بعد سقوط روما وبداية عصر النهضة الأوروبي، شهدت مدرسة الفكر الكلاسيكي نهوضاً جديداً. بدأ الفنانون المهتمون باستعادة جمالية الماضي في إعادة النظر في أعمال المحترفين السابقين لإستلهام أفكار جديدة ومبتكرة ضمن إطار التقاليد القديمة. أدى ذلك إلى ظهور بيوت ومعابد ذات تفاصيل دقيقة ونسب هندسية محكمة، مما ساعد في ترسيخ قاعدة عريضة من المعايير الجمالية للأعمال المستقبلية.
مع مرور الوقت، تأثرت المدارس الأخرى مثل الباروك والكلاسيكية الجديدة بصورة مباشرة بالموجهات الدقيقة لهذه الفترة الأولى. وقد استمر التأثير حتى يومنا هذا، حيث يستطيع المرء التعرف بسهولة على عناصر تصميم كلاسيكية كلاسيكية داخل العديد من الهياكل الحديثة والساحاتها العامة حول العالم - شهادة حقيقية لقوة وديمومة المبادئ الكلاسيكية الثابتة عبر حقب متغيرة.