يعد فهم أصوات اللغة العربية وفروقاتها الدقيقة أمرًا أساسيًا لفهم معاني الآيات القرآنية بشكل دقيق. من هذه الفروق المهمة هي الفرق بين "الألف الممدودة" و"الألف المقصورة". سنستعرض هنا بعض الأمثلة الجلية لهذا الاختلاف مستمدة مباشرةً من آيات القرآن الكريم لتوضيح هذا الموضوع بكل بساطة ووضوح.
الألف الممدودة هي ألف مدّ مدّتها طويلة جدًا تُكتب بعد حروف العلّة (الواو الياء الألف) وتسبق حرف ساكن. مثال ذلك قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي} [الحجر:23]، حيث تمدد الألف المديدة قبل النون الساكنة. أما الألف المقصورة فهي التي تأتي عند نهاية الكلمة ولا تسبقها علّة، ويتميز صوتها بأنّه أقصر بكثير منها الممددة. ومن نماذج ذلك قوله تعالي: {رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ} [الأنبياء:89]، لاحظ كيف يختفي مد اليد حين يصل الأمر للألف المقصورة بعد النون.
إن دراسة هذين النوعين يساعد القاريء الماهر والشاعر والحافظ للقرآن الكريم على تفادي الوقوع في أخطاء نقل وإلقاء قد تؤثر سلباً على سماع وآداء النص القرآني المقدس. لذلك فإن التأكد من معرفتنا لهذه التفاصيل المعجمية هو خطوة نحو تقديس واستيعاب melhor لما يحمله كلام رب العالمين لنا بصوت نزوله القدسي الخالد.