الاتحاد الكونفدرالي هو شكل غير عادي من أشكال الحكم يتميز بمستوى عالٍ من الاستقلالية للدول الأعضاء فيه بينما يعملون معاً لتحقيق أهداف مشتركة. إنها ليست اتحاداً حقيقياً، حيث تبقى المؤسسات العسكرية لكل دولة عضو تحت سلطتها الخاصة، ولكنهم يشتركون في بعض المسؤوليات والأهداف الرئيسية.
التعريف والمبادئ الأساسية
يمكن تعريف الاتحاد الكونفدرالي بأنه ترتيب طوعي للدول المستقلة التي تجمع قواها لأسباب مختلفة قد تكون اقتصادية أو سياسية أو عسكرية. رغم الاحتفاظ بكل دولة بطابعها المستقل والحماية الذاتية بواسطة جيوش خاصة بها، إلا أنها تساهم بنشاط في إدارة شؤون مشتركة عبر اتفاقيات متعددة الأطراف وتوافق آراء أغلبية الدول المنضمة إليه.
يتم تمييز هذه الاتفاقيات بجدارها القانوني الملزم ودورها الكبير في تحديد حدود صلاحيات ومصالح كل دولة طرف ضمن الاتحاد. وعادةً، تشترك الدول الأعضاء في العمل نحو تطبيق سياسات موحدة وأنظمة قضائية عامة ولوائح تجارية وغيرها من التدابير اللازمة لدعم البنية الاقتصادية والاجتماعية لهذه الوحدات السياسية الجديدة. ومع ذلك، فإن عملية صنع القرار فيها غالبًا ما تكون بطيئة وصعبة بسبب الحاجة إلى موافقة الجميع قبل تنفيذ قرار مهم. وهذا يعني أنه يمكن اعتبار الاتحاد الكونفدرالي شكلاً لامركزيًا للحكم بدرجة كبيرة.
الإيجابيات والسلبيات المرتبطة باتحاد كونفدرالية الدول
إن الجمع بين عدة كيانات ذات سيادة يخلق قوة مضافة تسمح بممارسة نفوذ أقوى وفعالية محسنة على المسرح الدولي؛ لكن الجانب السلبي يكمن في محدودية القدرة التنفيذية لدى المركز -أي الحكومة الاتحادية-. فعلى الرغم من وجود نوع من المرونة المرغوبة لمنع تدخل سلطة أعلى مباشرة، فالجهود الموحدة قد تعاني بلا شك لإنجاز مشروع واحد رسميًا بدون قبول كافة اطراف التحالف أولاً. بالإضافة لذلك، عندما يرغب المجتمع الدولي بإلزام دولتين فقط داخل منظومة ما، فإنه يحتاج للتدخل وفق بروتوكولات عقد "العهد"، وهو الأمر الصعب عمليا إذا كانت هناك خلافات مستمرة حول طبيعة وحجم الحقوق الواجب احترامها أثناء سير العملية الدبلوماسية بين الطرفين المتخاصمين داخل نفس الهيكل السياسي الجامع لهم.
وفي حين تقدم فكرة الكونفدرالية العديد من الفوائد بما فيها زيادة الفرصة لحصول المواطنين المحليين على خدمات حكومية أفضل نظرا لتخصيص موارد واستخدام رؤوس أموال بشكل صحيح وكفاءة أكبر، تبقى العقبة الأكبر أمام نجاح نظام كهذا تتمثل بصعوبات التواصل الداخلي الثابتة والتحديات القانونية التي تصاحب تفويض السلطات المختلفة سواء أكانت أحادية ام مشروطة بتقييم نتائج عمليات الرصد الدوري لسلوك الأعضاء بموجب مواد الاتفاق النهائي الموقع عليها سابقا.
المقارنة مع الفيدرالية
على النقيض منه، توضح الفيدرالية طريقة مشاركة الحكومة الوطنية والمعايير الإقليمية لقراراتها فيما مضمار حل المنازعات الداخلية وخارجيتها أيضا ولكنه يضمن توازن القوى باستمرار وينظم حقوق الأقليات ويسمح بظهور طبقات اجتماعية جديدة ويسهل نقل عبء الرسوم الضريبية ويعامل المناطق المختلفة بنفس الشروط ولا يسمح بانشقاق البلاد إذ يبقيها تحت مظلة قانونية عليا واحدة تغطي كامل رقعة البلد الجغرافية بكافة وزاراته الداعمة له مثل الدفاع والصحة ونظام التعليم العام ... إلخ..
*
بهذه الفقرات المكثفة نكون قد قدمنا رؤية شموليه واضحه لما يعنيه المصطلح الغامض نسبيا 'الاتحاد الكونفدرالي' وكيفية ارتباطه ارتباط وثيق بنظام آخر معروف أكثر علما وهو 'الفيدرالية'. نسعى دوماً لكشف أسرار المفاهيم الحكوميه وتعليم فلسفتها الإنسانية الخلاقة!