شهد العصر الأموي تطوراً ملحوظاً في مجالات السياسة والدين والأدب والتجارة. بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم واستقرار الخلافة الراشدة، ظهرت الدولة الأموية كإحدى أهم الفترات التاريخية التي شكلت هوية العالم الإسلامي. يرجع الفضل إلى الخلفاء الأمويين مثل معاوية بن أبي سفيان، يزيد بن معاوية، ولعبد الملك بن مروان في توسيع رقعة حكم المسلمين وإرساء دعائم دولة إسلامية قوية.
بدأت مظاهر الحياة السياسية تتضح خلال هذا الوقت عبر عدة طرق: أولها الثبات المؤسسي؛ فاستقرار السلطة التنفيذية يعكس قدرة القيادة على إدارة شؤون البلاد بكفاءة وفعالية. ثاني هذه المظاهر كان النمو الاقتصادي بسبب فتح مناطق جديدة وتوسع التجارة الخارجية مما ساهم في ازدهار الحرف اليدوية والصناعة المحلية. بالإضافة إلى ذلك، شهد الأدب والفلسفة الإسلامية نهضة كبيرة أدت إلى ظهور أعمال مهمة للمفكرين والمحدثين أمثال ابن عباس وابن حجر العسقلاني. كما برز دور المرأة المسلمة بشكل أكثر بروزا بدخولهن المجالس التعليمية والحياة الثقافية العامة.
وفي مجال الدين، استمر تطبيق الشريعة الإسلامية ولكن مع بعض الابتكارات الجديدة مثل إنشاء دار الهجرة بالقرب من المدينة المنورة كمكان مقدس جديد للعبادة. كذلك تم بناء العديد من المدارس والكليات لتحفيظ القرآن الكريم وتعليم علوم الحديث والسنة النبوية. وقد أسهمت هذه الجهود في تعزيز مكانة الإسلام كنظام شامل للحكم والشؤون اليومية لأهل بيته.
وبالتالي يمكننا القول بأن الفترة الأموية تعد مرحلة انتقالية حاسمة أثرت على جوانب مختلفة من حياة المسلمين بما فيها الجانبين السياسي والروحي.