منذ اعتمادها لرؤية 2030 الشاملة، وضعت المملكة العربية السعودية نفسها كرائدة في تبني تكنولوجيات الثورة الصناعية الرابعة. هذه الحلقة الأخيرة من سلسلة الثورات الصناعية تتضمن دمجاً متكاملاً للمجالات المادية والرقمية والبيولوجية، كما تشتهر بتطبيقها الواسع للذكاء الاصطناعي، الروبوتات، التكنولوجيا الحيوية، وإنترنت الأشياء وغيرها. وقد أدى هذا النهج المتكامل إلى تغييرات عميقة وملموسة عبر مختلف القطاعات داخل المملكة.
وفي مجال الطاقة، حققت المملكة تقدماً ملحوظاً نحو الطاقة النظيفة المستدامة. تتمثل جهود المملكة في الاعتماد على مصادر نظيفة مثل الهيدروجين الأزرق والأخضر، بالإضافة إلى تطبيق حلول مبتكرة لحفظ الكربون وإعادة استخدامه وتخزينه، وهو الأمر الذي يساهم ليس فقط في الحد من الانبعاثات بل أيضًا يعزز كفاءة مصادر الطاقة المتجددة.
كما شهد قطاع التحول الرقمي نقلة نوعية هائلة. فقد قامت الحكومة بتوفير منصات حكومية شاملة ومتصلة تسمح بإدارة أكثر فعالية وبساطة للشؤون البلدية، مع التركيز على توحيد الخدمات وتعزيز إدارة بيانات الموقع بشكل رقمي. ومن الأمثلة الأخرى على التحول الرقمي الناجح هو بناء المنصة الوطنية للاستثمار "فرص" ودعم الأعمال الصغيرة من خلال تقديم المشورة والاستشارات الفنية لهم.
في الجانب الاجتماعي، اتجه تركيز البلاد نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي فيما يخص الأمن الغذائي والمائي. وتم استخدام التكنولوجيا الحيوية والتقنيات الحديثة للطاقة المتجددة لدعم الاستدامة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية. ويتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في مراقبة ومعالجة القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي والمائي وفقاً لأحدث الإحصائيات وتوجهات السوق العالمية.
أما بالنسبة للتكنولوجيا المالية، فإن دولة الإمارات تعتمد حاليًا على الأمن السيبراني للحفاظ على نمو التقنيات السحابية وأداء العمليات التجارية بكفاءة عالية باستخدام البرمجيات الخاصة بالذكاء الاصطناعي. ولقد أسفر ذلك عن ظهور بنية تحتية مصرفية أكثر تقدمًا وشاملًا. وفي فترة وجيزة، أصدرت السلطات المعنية مجموعة كبيرة من تراخيص العمل المتعلقة بالتكنولوجيا المالية ضمن نطاق مشروع "تنمية القطاع المالي"، والذي يشكل جزءا رئيسيا من استراتيجية الدولة طويلة الأجل بما يتماشى ورؤية 2030.
وبالنظر إلى ملف الحماية البيئية، تستهدف المملكة زراعة ١٠ مليارات شجرة كمبادرة موجهة مباشرة لوقف ظاهرة التصحر وحماية غطاء النبات الخضراء للأرض. علاوة على ذلك، يستخدم النظام الحالي للروبوتات والذكاء الصناعي قدراته المتقدمة لمراقبة جميع مراحل العملية الزراعية بما فيها اكتشاف آفات المحاصيل وتحسين توقيتها بالحصاد. وهذا التأثير الكبير لن يؤثر فقط على إنتاجية المجتمع ولكن أيضا سيخلق توازن مثالي بين السياسات العامة الثلاث الرئيسية للدولة بالإضافة لفوائد اقتصادية أخرى غير متوقعة كثيرة ستكون بلا شك نتائج مبهرة للسعوديين والعالم بأسره كذلك.
بالإضافة لكل تلك المكاسب الهائلة التي تحققها الدولة باستعمالها لطاقاتها البشرية والاقتصادية المثمرة بهدف دفع عجلة التنمية المستمرة للأمام؛ هناك العديد من الجهود المبذولة داخليا وخارجيا لنشر اسم الرياض ونقلت رياديتهم عالميا خاصة بعد إطلاق حملتها الإعلامية الرائدة باسم "صُنعَ فيِِِ السعودية."