في جوهر كتاب العقاد "كانت لنا أيام"، يقدم المؤلف تجربة حياتية ثرية مليئة بالذكريات والأحداث التي شكلت شخصيته ووجهات نظره حول الحياة والتاريخ. هذا الكتاب ليس مجرد سيرة ذاتية، بل هو أيضًا انعكاس عميق للثقافة العربية خلال القرن العشرين.
يبدأ العقاد برسم صورة واضحة عن طفولته وبدايات شبابه، وكيف أثرت تلك الفترة عليه بشكل كبير فيما يتعلق بتشكيل قيمه وأهدافه. ويستعرض تفاصيل رحلاته التعليمية والثقافية، موضحاً التأثير الكبير للأدباء والشعراء الذين التقاهم خلال هذه الرحلة.
بعد ذلك، ينتقل إلى وصف فترة الثلاثينيات وما بعدها، وهو الوقت الذي شهد فيه مصر تغييرات سياسية واجتماعية كبيرة. هنا، يقدم العقاد رؤاه الشخصية تجاه الأحداث التاريخية ويسلط الضوء على دوره كصحفي ومفكر فاعل في المجتمع المصري آنذاك.
باستخدام أسلوب سردي جذاب وغني بالتجارب الشخصية والعبر المستنبطة منها، يعرض العقاد أفكاراً فلسفية حول طبيعة البشر والحياة والمجتمع. إنه يستخدم ذكرياته الخاصة لتقديم تحليل اجتماعي وثقافي متعمق لما كان يحدث حوله.
بشكل عام، يعد "كانت لنا أيام" عمل أدبي هاماً يكشف جانباً فريداً من تاريخ الأدب العربي الحديث ويعكس رؤية شخصية غنية ومتنوعة للحياة والفن والفلسفة.