في العصر الحديث، كانت مملكة الروس، المعروفة بالإمبراطورية الروسية، واحدة من أكبر الإمبراطوريات في التاريخ. تأسست في بدايات القرن الثامن عشر، امتدت على مساحة تقدر بنحو 22.8 مليون كيلومتر مربع، مما جعلها ثالث أكبر دولة في العالم من حيث المساحة بعد الإمبراطورية المغولية والإمبراطورية البريطانية العظمى.
نشأت الإمبراطورية الروسية كوريث شرعي لقيصرة مسكوفي، حيث كانت روسيا القيصرية قبل تولي بطرس الأكبر الحكم في عام 1682م. في عهد بطرس الأكبر، شهدت روسيا تحولاً كبيراً نحو النظام الأوروبي، وأصبحت أكبر دولة على وجه الأرض. قام بطرس الأكبر بالعديد من الغزوات والفتوحات في شرق أوروبا، وأطلق على نفسه لقب إمبراطور في عام 1721م، وأعلن عن قيام الإمبراطورية الروسية.
في القرن التاسع عشر، كانت الإمبراطورية الروسية أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، امتدت من البحر الأسود جنوبًا إلى المحيط المتجمد الشمالي شمالًا، ومن المحيط الهادي شرقًا إلى بحر البلطيق غربًا. بلغ عدد سكانها نحو 176.4 مليون نسمة، مما جعلها ثالث أكبر تجمع بشري في العالم.
ومع ذلك، بدأت الإمبراطورية الروسية في التدهور مع بداية القرن العشرين بسبب الثورة الصناعية والاضطرابات الاجتماعية. دخلت روسيا في الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الحلفاء، مما أدى إلى آثار سلبية على القيصر نيقولا الثاني. في عام 1905م، ارتكبت قواته مجزرة بحق المتظاهرين في سان بطرسبورغ، مما دفع إلى قيام الثورة الأولى.
في عام 1917م، دخلت روسيا في ثورة فبراير بعد إضراب العمال في العاصمة سان بطرسبورغ. رفض مجلس الدوما قرار القيصر بحل نفسه، ووقف الجيش إلى جانب العمال. شكلت حكومة مؤقتة بعد ذلك، وألقي القبض على القيصر نيقولا الثاني وحاشيته وأعدموا في 17 يوليو عام 1918م. وانتهى عصر الإمبراطورية الروسية، وأعلن عن قيام الاتحاد السوفيتي.
بهذا، انتهت مملكة الروس في العصر الحديث، بعد فترة طويلة من التوسع والازدهار، لتبدأ مرحلة جديدة من التاريخ الروسي تحت حكم النظام الشيوعي.