يتميّز كلٌّ من التفكير الإبداعي والتفكير الناقد بدورهما الفريد في تشكيل فكر الإنسان وسلوكه اليومي. بينما يعتمد التفكير الإبداعي على توليد أفكار جديدة ومبتكرة لحل المشكلات وخلق فرصٍ فريدة، يركز التفكير الناقد على تحليل وتقييم هذه الأفكار بشكل دقيق وهادئ. لنتعمق الآن في فهم عميق لطبيعة هاتين العمليتين وأبرز ميزاتها.
التفكير الإبداعي: هو عملية ذهنية تتمثل في إنتاج حلول مبتكرة وغير تقليدية للمشكلات المطروحة. يتميز هذا النوع من التفكير بالمرونة والخيال الواسع، إذ يسعى إلى تجاوز الحدود المألوفة والمعروفة. يمكن تلخيص أهم خصائصه فيما يلي:
- الانطلاق من الأفكار الجديدة: يبدأ التفكير الإبداعي بافتراض وجود مشكلة معينة ثم يقوم بتوليد مجموعة متنوعة من الحلول غير التقليدية التي لم تأتِ على ذكر سابقاً.
- استخدام الخيال والاستنتاج المنطقي: يستخدم المرء خياله لإيجاد روابط محتملة بين عناصر مختلفة قد تبدو متباعدة عند النظر إليها أول الأمر؛ مما يؤدي غالبًا لصعود وجهات نظر غیر معتادة حول الموضوع محل الدراسة.
- العمل تحت الضغط الجيد (الإجهاد الايجابي) : يُظهر الأشخاص ذوو القدرة العالية على التفكير الإبداعي قدرتهم على البقاء مركزين ومتفاعلين حتى أثناء مواجهة تحديات وصعوبات كبيرة. إنها نوعية تسمح لهم بإعادة هيكلة تفكيرهم بما يناسب ظروف العمل الصعبة تلك.
التفكير الناقد: وهو أسلوب أكثر تركيزًا نحويًا للتحليل العلمي للحقائق والمبررات والحجج المرتبطة بموضوع محدد بغرض الوصول لقرار مبني بناءً على الأدلة المتاحة فقط. تعد مهارة أساسية ضمن نطاق التعليم الجامعي وغرفة المقابلات الوظيفية أيضًا! إليكم بعض سماته الرئيسية:
- تحليل البيانات والنظر بها بنظرة نقدية للغاية: يشجع التفكير الناقد مستخدميه دائمًا لاستيعاب معلومات شاملة حول القضية موضع النقاش وبالتالي قدرة المستمع/القارئعلى تمحيص الحقائق واتخاذ قراراته الخاصة بصورة مستقلة قدر الإمكان .
- مقارنة الحجج المختلفة: عندما نواجه عدة ادعاءات مرتبطة بشيء ما ، فإن الخطوة الأولى نحو الاستنتاج منطقية هي مقارنة وفهم الأسباب والدلائل المؤيدة لكل سلطة طرحت رأيًا بشأن المسألة قيد البحث ؛ وذلك للتوصل للنقطة الأكثر اقتناعًا برأي الفريق المحلل المعني بالأمر.
- وضع افتراضات قابلة الاختبار: تساهم خطوات رسم فرضيات دقيقة - والتي عادة ماتكون قابلة للتأكيد التجريبي -تساهم كثيرًا في عملية اتخاذ القرار مدروس وفعّال حقًا وذلك عبر اختبار مدى صدق تكهناتها استناد لما تمتلكه حالياً من معرفة وعلم بالحقيقة كاملاً أو جزئيّا منه.
وفي النهاية؛ يعد الطرحان للأدوار الثنائية دورا أساسيا لتقديم نتائج فعالة داخل مختلف المجالات العملية والإنسانية كذلك سواء تعلق الامر بالتقدم العلمي أم الثقافي والفلسفي العام فالكل يحتاج الى كلا الجانبين لتحقيق طفرة حقيقيه تجاه تطوير الذات واستدامة تقدم المجتمع الإنساني كتجمع عالمي واحد كبير بطبيعته الشاملة الغنية بالسلوك الانساني المختلف والعادات المعتمدة لديه وكل ذلك يحدث وينتج نتيجة اجتياز عقبات الطريق بواسطة استراتيجيتين مختلفتين لكنهما بشكل عام منظمتان تماما !