علم الأحياء الجزيئي، وهو فرع رائد ومتطور باستمرار ضمن مجال العلوم الحيوية، يركز بشكل أساسي على فهم كيفية عمل الجزيئات الحيويّة وكيف تشكل أساس الحياة بكل تعقيداتها. هذا الفرع من العلوم يهتم بدراسة بنية ومعنى الجزيئات الدقيقة مثل الحمض النووي (DNA) والحمض النووي الريبي (RNA)، بالإضافة إلى البروتينات - وهي العمود الفقري للعمليات البيولوجية المختلفة.
الحمض النووي DNA، الذي يعرف بـ "السجل الجيني"، يلعب دوراً مركزياً في تحديد خصائص الكائنات الحية. يحتفظ بهذا النظام المعقد من خلال روابط كيميائية فريدة تعرف باسم الروابط الأسترية. الشكل الشهير للحمض النووي، helix، يتألف من زوجين من السلاسل المتوازية والممتدة ضد بعضهما البعض. هذه الأزواج تتكون عادةً من غوانين (G) مع سايتوسين (C) وأدينين (A) مع ثايمين(T). كل إنسان لديه حوالي ثلاثة بلايين من هذه القواعد، ويشارك أكثر من 99٪ منها مع الآخرين.
على الجانب الآخر، الحمض النووي الريبي RNA، رغم أنه مشابه تماماً في تركيبته لـ DNA إلا أنه يتضمن اختلاف واحد فقط: يحل اليوراسيل مكان الثايمين. دوره الرئيسي يكمن في نقل التعليمات الوراثية من DNA لإنتاج البروتينات. هناك ثلاث أنواع رئيسية من RNA: RNA النقل، RNA الرسول، وRNA الرَّايْبَوسَومي.
البروتينات هي هياكل معقدة تتألف من أحماض أمينية مرتبطة برابطة بيتيدية. فهي ليست مجرد لبنة بناء للأحشاء بل أيضا مسؤولة عن تنفيذ معظم الوظائف البيولوجية. سواء كانت إنزيمات تعمل على تسريع التفاعلات الكيميائية داخل خلايانا، هرمونات تحمل رسائل بين الأعضاء المختلفة، أو مستقبلات تحدد كيف يستجيب جسمنا للعوامل الخارجية.
القانون المركزي لعلم الأحياء الجزيئي، والمعروف بالعقيدة المركزية، يوضح التدفق الصارم للمعلومات الجينية داخل الخلية. تبدأ العملية بالنصوص الجينية الموجودة في DNA التي يتم نسخها أولاً لتكوّن شريط RNA messenger (mRNA). ثم تتم عملية الترجمة where mRNA يجلب البيانات اللازمة لتكوين سلسلات طويلة من الأحماض الأمينية تشكل البروتينات النهائية. بعد ذلك، تمر هذه البروتينات بمجموعة واسعة من التحولات الهيكلية والوظيفية قبل الاستقرار في شكلها النهائي والأكثر فعالية داخل الخلية.
هذه التعقيدات الرائعة هي قلب علم الأحياء الجزيئي، مما يساهم بشكل كبير في فهمنا لكيفية عمل الحياة عند مستوى جزئي أساسي للغاية.