الفرق بين مفهوم الإعلام الدولي ومفهوم الاتصال الدولي: دراسة مقارنة شاملة

يعدّ فهم الاختلافات بين مفاهيم الإعلام الدولي والإتصال الدولي أمرًا بالغ الأهمية لفهم الطرق التي يتم من خلالها نقل ومعالجة الرسائل عبر الحدود الوطنية.

يعدّ فهم الاختلافات بين مفاهيم الإعلام الدولي والإتصال الدولي أمرًا بالغ الأهمية لفهم الطرق التي يتم من خلالها نقل ومعالجة الرسائل عبر الحدود الوطنية. بينما يركز الإعلام الدولي بشكل أساسي على إنتاج وتوزيع الأخبار والمعلومات بمستويات دولية، فإن مجال الاتصال الدولي أكثر شمولاً ويتناول مجموعة واسعة من العمليات والتفاعلات التواصلية عبر القارات. دعونا نستكشف هذه الفروقات بدقة لتوضيح العلاقة المتشابكة بين هذين المجالين الحيويين.

في حين يُعتبر الإعلام الدولي فرعًا متخصصًا ضمن علم الصحافة والدراسات الاعلامية، فهو ينصب تركيزه الرئيسي حول دور المنظمات والأجهزة والإعلاميات العالمية في تقديم ونسج قصص ونقل معلومات ذات أهمية إقليمية وعالمية. يشمل ذلك وكالات الأنباء الدولية الشهيرة مثل رويترز وأسوشيتد برس، وكذلك الشبكات التلفزيونية والقنوات الإخبارية المرئية والمسموعة المعروفة عالميًا. تعمل وسائل إعلام خارجية هاته بنطاق دولي مستخدمة لغات متعددة للتغطية الواسعة للمناسبات الجارية والمعاهدات السياسية والعلاقات الدبلوماسية وغيرها مما يلبي حاجيات الجمهور العالمي المستهدف.

من ناحية أخرى، يعد اتصالات دولية أكثر عمومية واتساعا بكثير؛ فهي تطال كافة أشكال انتقال الأفكار والعادات والثقافيات والسلوكيات البشرية بغض النظر عن الوسيط المستخدم سواء كان شخصياً مباشر أم رقمي غير حضوري. وهو يشمل كذلك مجالات عدة كالعلاقات العامة، تسويق العلاقات الخارجية، العلاقات الثنائية والحوار الثقافي وغيرها الكثير والتي تعتبر كلها جزء أصيل منه. هنا تتقاطع مهارات التسويق والاستراتيجيات التجارية مع جوانب السياسة الداخلية والخارجية للدولة الواحدة فضلاً عن تأثيرها محتملة على مجتمعاتها المحلية ودول العالم الأخرى أيضا. لذا يمكن اعتبار الاتصال الدولي كنظام بيئي تشاوري قائم بذاته يعمل جنبا إلى جنب مع نظام معلومات آخر أكثر تخصصًا معروف باسم "الإعلام". إذ يساهم هذا النظام البيئي المشترك بتسهيل تبادل أفكار وآراء ورؤى مختلفة وبالتالي تغذيه بمعارف جديدة وحقائق جديدة تدعم الاندماج الاجتماعي والثقافي المتزايد حالياُ نحو عولمة حقيقة واقعية وليست مجرد شعار فارغ بلا محتوى جوهراني فعلي .

وباختصار شديد للغاية، يمكن تلخيص الاختلاف الرئيسي بين هذين المجالان كالآتي: إن الإعلام غالبًا ما يؤدي وظيفة توصيل أخبار الحدث الجاري مباشرة بعد حدوثه داخل سياقه الزماني والمكاني الحالي له -أي إنه عرض آني للحدث-. أما الجانب الآخر المرتبط بهذا السياق العام والذي يعكس حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار الكامنة خلف ظاهرة الإعلام تلك فتتمثل بحاجة المرسل إليه للقراءة التحليلية للنصوص الإعلامية واستخلاص دلالاتها العميقة المخفية تحت سطح النص الظاهر أمام عينيه فقط. وبالتالي يحتاج لاستعادة تاريخ النشأة التاريخي لاتخاذ قرارات ذكية بناءً عليها لاحقا عندما يحين وقت التصرف وفق رؤية استراتيجية مدروسة بعناية فائقة تفوق قدرتها قدرات الإنسان الطبيعية المحضة. وفي النهاية، يستطيع الانسان بفضل براعته الخارقة ادراك ان الاتصال ليس فقط حدث نقله ذات يوم بل هو عملية مؤثرة دائما وملزمة دائمة التأثير حتى لو لم تعلن صراحة مطلقاً! ويصبح الرسم البسيط التالي مسليا خاصة لدى تصوير المضمون الموضوعي للأمر ولذا سوف نحاول ملائمة توضيحه كما يلي :

| | |

|----------------------------|--------------------------------------|

| الإعلام الدولى(News) | التواصل الدولى(Communication)|

| | |

|عرض+خبر+إعلان |حوار+تفاوض+تبادل فنون وفكر |

|أحداث اليوم |الأثر طويل المدى |

|فكرة محددة |مجتمع شامل |

|استجابة شائعة |تحليل عميق |

وفي المقابل رغم اختلاف ماهيتهما النوعي إلا أنهما ليستا مختلفان جذريا كون احدهما يعتمد بالأصل على الثاني بصورة رئيسة ايضا وذلك لأنه حسب تعريف قاموس أكسفورد بأن "الإعلام" هو شكل مشتق ومنوع من وسيلة إيصال رسالة لأكثر من طرف واحد وهذا يعني بطريقة واضحة جدا ان لكل جانب طرح ووجه نظر خاص بهم لكنهما مرتبطتان ارتباط وثيق فيما بينهما ولايمكن الفصل عنهما نهائيا لأن الأخيرة تقوم بإعداد الأرض الملائمة للإنجاز الناجع للسابق أثناء التعامل معه كوحدتين نقديتين مختلفتين داخل اطار عام تسميه الدراسات الأكاديمية الحديثة الآن بفلسفة الأنثروبولوجيا المعرفبة الجديدة والتي تهتم بشرح تصورات المجتمع المختلفة للحقيقة وجوانب الصراع الواقعي لها أيضًا !


عاشق العلم

18896 بلاگ پوسٹس

تبصرے