استحوذ القرن العشرين وما بعده على اهتمام كبير بين الباحثين والمؤرخين بسبب التحولات الجذرية التي شهدتها القارة الأوروبية خلال هذا الوقت الفريد. بدأت الحقبة الحديثة لعصور ما بعد الاستعمار بتغيير ديناميكي للأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية.
تُعد الحرب العالمية الأولى حجر الزاوية الرئيسي في هذه الفترة، والتي أدت إلى انهيار الإمبراطوريات القديمة وظهور دول جديدة ذات حدود جديدة. وقد شكلت فترة ما بين الحربين العالميتين مرحلة مهمة أخرى تميزت بانتشار الأفكار الاشتراكية والفاشية عبر العديد من الدول الأوروبية، مما ترك تأثير دائم حتى يومنا هذا.
وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، فقد شهد عصر النهضة الصناعية تطوراً هائلاً مع ظهور الثورة النسيجية والبنية تحتية المتقدمة للسكك الحديدية - وهي عوامل أساسية ساهمت في تحويل التجارة العالمية ومستويات المعيشة للسكان المحليين بشكل جذري. بالإضافة لذلك، مهد الاستخدام الواسع للمصادر الآلية الطريق لإنتاج أكثر كفاءة واستدامة.
غيرت المشهد الثقافي أيضاً بصوت عالي وحضوراً بارزاً. ظهر الأدب الحديث وأصبح الفن متعدد الأوجه ومتنوعاً، بينما انتشرت الموسيقى الكلاسيكية الجديدة في جميع أنحاء المجتمع الغربي. كما برز دور المرأة الأكبر في السياسة والعمل العام، وهو أمر كان يُعتبر انقلاباً ثقافياً عميقاً في ذلك الوقت.
أخيرا وليس آخرا، فإن الانقلاب العلمي والتقدم التقني طبعا وجه الحياة اليومية للإنسان بقدر غير مسبوق من قبل؛ إذ أصبح الإنسان قادراً الآن على الطيران والمعرفة الرقمية وغيرها الكثير. رغم كل هذه التغيرات الجذرية، ظلت القيم الأخلاقية والدينية جزء ثابت فى هويتها الأوروبية ولم تتأثر كثيرا بالمراحل الانتقاليه المختلفة التى مر بها الشعب الأوروبي .