كان للمدرسة الواقعية دور بارز ومؤثر في تشكيل فهم العالم للعلاقات الدولية. هذه النظرية التي نشأت كاستجابة للأحداث الصعبة بعد الحرب العالمية الأولى هي واحدة من أكثر النظريات نفوذاً وعمقا في هذا المجال. ثلاثة أسماء بارزة برزت ضمن هذا السياق هم هانس مورجنثاو، ريمون آرون، وكارل فويتييه.
هانس مورغنثاو، وهو أحد مؤسسي مدرسة الواقعية السياسية, كانت كتاباته حول الأمن القومي واستراتيجيات الدول محور نقاش واسع بين الخبراء. اعتبر مورغنثاو الدولة مستقلة ذات سيادة وأنها تسعى دائمًا إلى تعزيز قوتها ونفوذها عبر العلاقات الدولية. هذا الرأي، رغم أنه قد يثير الجدل اليوم بسبب تركيزه الشديد على قوة الدولة البحتة, كان له تأثير كبير في ذلك الوقت وتطور فيما بعد لتشكل جزءاً أساسياً من العديد من النماذج الحديثة للعلاقات الدولية.
ريمون آرون، المعروف أيضًا بتحليلاته الاقتصادية، طور تصوره الخاص للواقعانية يسميه "الفوضوية". وفقا لأرون، النظام العالمي هو نظام فوضوي يعاني من عدم وجود سلطة مركزية يمكنها فرض القانون والنظام عليه. وبالتالي فإن الدول تبحث دائماً عن طرق لزيادة قوتها وضمان سلامتها الذاتية.
كارل فويتييه، الذي كتب عن السياسة الخارجية الألمانية خلال فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية, أكد أيضا على أهمية القدرة على الدفاع عن النفس والقوة بالنسبة للدول. بالنسبة لفويتييه, كانت الاستراتيجيات المتعلقة بالأمن القومي والدفاع ضرورية للحفاظ على استقلال الدولة وسيادتها.
هذه الأفكار الثلاثة - الأمن القومي, الفوضى العالمية, والاستعداد الدائم للاستراتيجيات الدفاعية - تمثل جوهر الاقتراحات الرئيسية لمدرسي الواقعية في العلاقات الدولية. وعلى الرغم من اختلافاتها الجزئية, جميعها تشترك في الاعتقاد بأن الدول يجب أن تكون مستعدة لدفع ثمن تأمين مصالحها الخاصة داخل النظام الدولي غير المنظم والفوضوي غالبًا. إن إسهام هؤلاء الرجال في مجال دراسات العلاقات الدولية يستمر حتى يومنا هذا ويسترشد به الكثير من المحللين والمخططين السياسيين حول العالم.