- صاحب المنشور: رشيدة بن سليمان
ملخص النقاش:في ظل التطور التكنولوجي الهائل الذي نعيشه اليوم، أصبح العالم رقميًا أكثر من أي وقت مضى. هذا التحول قد غير طبيعة عملنا وكيف نتعامل مع حياتنا الشخصية. بينما توفر لنا التقنية فرصاً جديدة للعمل والإنتاجية، فإنها قد تؤدي أيضًا إلى زيادة الضغط والتوتر إذا لم يتم التعامل معها بحذر.
يتطلب تحقيق توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية فهمًا عميقًا لاحتياجات الفرد الخاصة. يتضمن ذلك تحديد الأولويات، وضع حدود واضحة تحدد متى تكون ساعات العمل ومتى تبدأ الحياة الشخصية، واستخدام أدوات التكنولوجيا الذكية لإدارة الوقت بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر التواصل المفتوح داخل مكان العمل حول توقعات الأداء والساعات العميلة أمرًا حاسمًا للحفاظ على هذه العلاقة المتوازنة.
تأثير العمل عن بعد
مع انتشار ظاهرة العمل عن بعد بسبب جائحة كوفيد-19، زادت حاجتنا الملحة لتحديد الحدود التي تفصل بين العمل والحياة المنزلية. يمكن لهذا الوضع الجديد أن يسبب "استمرار" دائم للمهام العملية خارج ساعات العمل الرسمية مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعاطفية للأفراد. لذلك، ينبغي تشجيع بيئة عمل تلتزم بمبدأ الفصل الجغرافي والمزمن بين المساحات المنزلية والمساحات المخصصة للعمل عند وجود القدرة على ذلك والذي يوفر الراحة والاستقرار لكل من الجانبين.
دور الثقافة المؤسسية
تلعب ثقافة الشركة دورًا رئيسيًا في دعم أو عرقلة مساعي الأفراد نحو تحقيق التوازن الصحيح بين العمل والحياة. الشركات التي تعطي أهمية للقيمة الإنسانية وتشجع موظفيها على الاعتناء بصحتكهم البدنية والنفسية غالبًا ما تحصد فوائد مثل ارتفاع الروح المعنوية وتحسن الإنتاجية وتقليل معدلات دوران الوظائف. إن خلق مجتمع عامleq حيث يشعر الموظفين بأن لديهم الحق الكافي للاسترخاء بعيدا عن واجباتهم أثناء فترات الاستراحة والتوقف الرسمي يعد خطوة هامة في تحقيق هذا الهدف.
حلول عملية
- إعداد جدول يومي ثابت يساعد في تنظيم الوقت وبالتالي تقليل الشعور بالارتباك.
- تقسيم المشاريع الكبيرة لأجزاء أصغر قابل للتحقيق لتجنب الشعور بالإرهاق.
- تطوير مهارات إدارة الذات لتحمل المسؤوليات بشكل فعال وإعطاء الأولويات المناسبة لها.
- ممارسة الرياضة المنتظمة وللحفاظ علي اللياقة البدنية والصحة العامة والتي تساهم بشكل كبير بتنظيم الطاقة وتعزيز التركيز.
وفي النهاية، يبدو واضحا أنه رغم كون التوازن المثالي لن يكون دائما سهلا، إلا انه ليس مستحيلاً أيضا. باتباع بعض الخطوات واتخاذ القرارات الحاسمة حول كيفية استخدام تكنولوجينا الجديدة بطرق صحية ومنظمة، بإمكان الجميع الوصول الى حياة سعيدة ومليئة بالتوازن بين جوانب مختلفة من الحياة سواء كانوا يعملون افتراضياً أم شخصياً ضمن البيئات التقليدية .