تعود جذور الاستعمار البريطاني للهند إلى القرن السابع عشر عندما بدأ الإنجليز في إنشاء شركة الهند الشرقية كشركة تجارية. ومع ذلك، سرعان ما تحولت هذه الشركة التجارية إلى قوة استعمارية ضخمة بسبب عدة عوامل رئيسية. أولاً، كانت هناك جاذبية القوة الاقتصادية التي تمثلها الهند بالنسبة للإمبراطوريات الأوروبية خلال عصر الاستكشاف العالمي. ثانياً، يعتبر الدافع السياسي والأيديولوجي عاملاً هاماً أيضاً؛ فبريطانيا رأت في توسيع حدودها وسلطتها العالمية وسيلة لتحقيق الهيمنة والاستقرار الداخلي.
في البداية، مارست بريطانيا نوعاً من الحكم غير المباشر، ولكن مع مرور الوقت وتزايد النفوذ العسكري والسياسي، أصبح الحكام المحليون تحت الضغط المتزايد لقبول الرقابة والإدارة البريطانية. أحد الأحداث الرئيسية كان الثورة الفرنسية والحرب النابليونية التي دفعت فرنسا بعيدا عن جنوب آسيا وأعطت فضاء أوسع لبريطانيا للسيطرة.
بالإضافة إلى النواحي السياسية والعسكرية، فإن الجانب الاقتصادي لعب دورا حاسماً أيضا. فقد قامت بريطانيا بتطبيق سياسات اقتصادية مصممة لإفادة الصناعة والمصالح التجارية الخاصة بها على حساب الزراعة المحلية والصناعة اليدوية الهندية. وهذا أدى إلى خسارة كبيرة للمزارعين والفلاحين الذين كانوا يشكلون غالبية السكان آنذاك.
بشكل عام، يمكن القول أن دوافع مختلفة ومترابطة مثل الجشع الاقتصادي، الطموحات الإمبريالية، والتنافس الدولي ساهمت جميعها في عملية الاستعمار البريطاني للهند.