تتسامى مساهمات العديد من المفكرين والنحاة القدامى الذين ساهموا بشكل كبير في تطوير علم النحو واللغة العربية. إليكم نبذة مختصرة عن بعض أبرز هؤلاء الرواد:
سيبويه: مؤسس علم النحو الحديث
كان عمرو بن عثمان بن قنبر، والمعروف بـ "سيبويه"، رائداً بارزاً في مجال الوصف اللغوي. رغم الاختلاف حول أصله، إلا أنه عاش وتعلم في البيضاء بإيران تحت إشراف خليل بن أحمد الفراهيدي. ترك سيبويه تأليفاً نادراً يعرف بـ "كتاب سيبويه" والذي يعد أساس النحو الحديث، وقد تُوفِي سنة 180 هجري.
ابن هشام: جامع النصائح والمؤلفات
عبد الله بن يوسف بن أحمد، الشهير بابن هشام، كان نابغاً متعدد المواهب. اكتسب شهرة واسعة بسبب كتابه المهم "قطر الندى" بالإضافة إلى مؤلفاته الأخرى بما فيها "مغني اللبيب". بدأ تدريس اللغة العربية بعد رحلة تعليم غنية شملت مصر ومكة المكرمة، وغادر الحياة العامرة بالمعرفة والدروس سنة 761 هجرية.
ابن مالك: صاحب ألفية النحو الأشهر
محمد بن عبد الله بن مالك، أو كما يُطلق عليه شعبياً "ابن مالك"، هو شخصية معروفة بتأليف تسجيل شعري رائع يحمل العنوان ذاته للألفية الشعرية والتي تعتبر مرجعاً رئيسياً لعلم النحو. سافر طويلًا بحثًا عن العلم حتى استقراره النهائي بدمشق حيث جمع معرفته الواسعة المُكتسبة أثناء سفره وما تعلم هناك لتشكيل منهجه الخاص. انتقل إلى جوار ربه العام 672 ميلادي.
ابن يعيش: محرر كتب زخرفة الفنيات النحوية
يعيش بن علي بن يعيش، صاحب لقباوة "موفق الدين"، عمل بكثير من الجدارة في شرح وتعليق الأعمال الرائدة لأقرانه من الكتاب كالشروح المبسوطة للتوضيح اللغوي للفيلسوف زمخشيري وكذلك التأملات النوعية لسعيد الناصري المسماه بالمدرسة العامة للعربية. التحق بالقاهرة القديمة بصفته طالب جامعي لكنه سرعان ما هاجر نحو العاصمة العراقية للحصول على مزيدٍ من التدريب الأكاديمي قبل الرجوع مرة أخرى لدياره لإتمام تلك الرحلات الإنسانية المتعددة الثقافية التي أسرت أفكارَهُ وساعدته في تشكيل رؤية فريدة خاصة به لحقلِ الدراسات اللغائية المحلية والعالمية كذلك؛ تُوفِّيتْ روحَه الطيبة ذات يوم ضمن حدود مدينية حلب الجميلة خلال القرن الميلادي الثامن عشر وانطفأت بذلك إحدى الشموع الساطعت بالساحة المعرفية العربية آنذاك.
أبو علي الفارسي: المنظر والحافظ للسؤال النحوي
الحسن بن أحمد بن عبد للغفار ، المعروف أيضًا بصفته 'الفارسي', تميز بحفظ وإجابة مجموعة كبيرة ومتنوعة من الاستفسارات المرتبطة بالنظم الصوتي للقراءة القرآن الكريم فضلاً عن اهتمامه الكبير بشرح معاني ديوان الشعراء العرب. حصل هذا الأخير على درجات عالية للغاية نظرًا لما يتمتع به من قدرات ذهنية خارقة جعلته محل تقديس واحتفاء لدى معظم طلابه ممن قصدوه للاستفادة مما لديهم إذ كانوا يصنفونه بأنه معلم النحوين والفلكيين الأكثر روعة وشهرة داخل الدولة العباسية ولم ينقطع نور عطائه الأدبي حتى حين مغادرته لهذا الدنيا الاجتماعية المرئية وذلك عندما بلغ الخامسة والخمسين عاما تقريباً وبالتحديد بتاريخ الثلاثمائة والسابعة وسبعين وفق التقاويم الهجرية المعتمدة بالتاريخ الإسلامي.
كل واحد منهم قدم طريقة مختلفة ورؤية جديدة ساعدت جميعها مجتمعة في تحقيق الرقي والبروز أمام المجتمع الدولي لكل ماهو متعلق